للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المظلم وعن جبل الماس وعن قاف، وأين كنت عام الجحاف؟ وأين كان ملك الأزد من ملك الأشكان؟ وأين كانا من ملك بني ساسان؟ وأين كان أبرويز من أنوشروان؟ وخبرني عن الفراعنة أهم من نسل العمالقة؟ وعن العمالقة أهم من قوم عاد؟ ... وخبرني كيف كان أصل الماء في ابتدائه في أول ما أفرغ في إنائه، أكان بحرًا أجاجًا استحال عذبًا زلالا، أم كان زلالا عذبا استحال بحرًا؟ ... وكيف طمع -جعلت فداك- الدهري في مسألة البيضة والدجاجة مع تقادم ميلادك، ومرور الأشياء على بدنك وكيف كان بدء أمر البد في الهند، وعبادة الأصنام في الأمم؟ وخبرني عن عنقاء مغرب، وما أبوها وما أمها؟ وهل خلقت وحدها، أم من ذكر وأنثى؟ ولم جعلوها عقيما وجعلوها أنثى؟ ... وفيك أمران غريبان وشاهدان بديعان: جواز الكون والفساد عليك، وتعاور النقصان والزيادة إياك، جوهرك فلكي وتركيبك أرضي، ففيك طول البقاء، ومعك دليل الفناء، فأنت علة للمتضاد وسبب للمتنافي، جعلت فداك قد شاهدت الإنس مذ خلقوا، ورأيت لجن قبل أن يحتجوا ... وشهدت العلل وهي تولد، والأسباب وهي تصنع ... خبرني ما السحر، وما الطلسم؟ وما صداقة ما بين الخنفساء والعقرب؟ ولم ملح الحمض؟ ولم طوقت الحمامة؟ وما بدال السواد يصبغ، ولا ينصبغ والبياض ينصبغ، ولا يصبغ؟ وخبرني ما جرى بيك، وبين هرمس في طبيعة الفلك وعن سماعك من أفلاطون، وما دار في ذلك بينك وبين أرسطاطاليس.. وخبرني أني كان إقليدس من فيثاغورس؟ وأين تلامذته من تلامذته؟ ومن صاحب الشطرنج؟ ومن صاحب كليلة ودمنة؟ ولولا أنك -جعلت فداك- مسئول في كل زمان، والغاية في كل دهر لما أفردتك بهذا الكتاب، ولما أطمعت نفسي في الجواب، ولكنك قد كنت أذنت في مثلها لهرمس، ثم لأفلاطون ثم لأرسطاطاليس ثم أجبت معبدًا الجهني، وغيلان الدمشقي وعمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء وإبراهيم بن سيار "النظام"، وعلي بن خالد الأسواري، فتربية كفك والناشئ تحت جناحك أحق بذلك وأولى، وقد كان يجب أن تكون على ذلك أحرص وبه وأعنى.. وزعم بعض تلاميذك أنك تعلم لم كان الفرس لا طحال لها، ولم صار البعير لا مرارة له، ولم كانت السمكة لا رئة لها ... ولم قيل: أعق من ضب

<<  <   >  >>