الثامن للهجرة أن "أصول علم الأدب وأركانه أربعة دواوين، وهي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي"١، وإن الإنسان ليخيل إليه كأنما أحست قوافل العرب في الأندلس، أنها افتقدت حياتها وأصولها جميعًا في أثناء سفرها من المشرق، فرجعت تستعيد هذه الحياة من شعره ونثره، وساع على ذلك كثرة الرحلات العلمية من الأندلس إلى المشرق وبالعكس، كما ساعد عليه رحلتهم السنوية إلى مكة والمدينة للحج، وكل ذلك جعل الأندلس تندمج في الكتلة العربية، إذ كانت طوابع الحياة الأدبية فيها، من الوجهة العامة، هي نفس طوابع المشرق، وإن ظهر اختلاف ففي الفروع لا في الأصول، فإن الأصول كانت أقوى، وأعمق من أن تتأثر بالفوارق الإقليمية.