ثالثا- في بلاد العجم، يحدثنا بنيامين عن وقعة سنجر شاه بن ملكشاه السلجوقي مع قبائل الغز وهزيمته أمام جيوشهم. ويقول الرحالة إن هذه الموقعة التأريخية قد حدثت قبل زيارته بثماني عشرة سنة. ولما كان من المعلوم أن هزيمة سنجر شاه حدثت سنة (٥٤٨ هـ- ١١٥٣ م) »
فإذا أضفنا ١٨ سنة إلى هذا التأريخ وجب أن تكون زيارة بنيامين لإيران في حدود سنة (٥٦٦ هـ- ١١٧٠ م) . وعليه يمكن القول أيضا: إنه كان في بغداد حوالي سنة (٥٦٥ هـ- ١١٦٩ م) في خلافة المستنجد بالله العباسي المتوفى سنة (٥٦٦ هـ- ١١٧٠ م) .
رابعا- يحدثنا بنيامين في أثناء إقامته بالموصل عن يوسف الفلكي الملقب ب «برهان الفلك» في بلاط سيف الدين أخي نور الدين. ومن المعلوم أن سيف الدين زنكي بن عماد الدين كان قد توفي سنة ٥٤٤ هـ (١١٤٩ م) . لذا ذهب لبرخت إلى أن بنيامين قام برحلته بين سنتي (٥٣٥- ٥٤٥ هـ)(١١٤٠- ١١٥٠ م) والظاهر أن هناك غلطة ناسخ في متن الرحلة. وأن عبارة «أخي نور الدين» كان يجب أن تكتب «ابن أخي نور الدين» وهو سيف الدين غازي الأصغر بن قطب الدين مودود الذي تولى أتابكية الموصل سنة ٥٦٥ هـ (١١٦٩ م) وتوفي في سنة (٥٧٦ هـ- ١١٨٠ م) .
هذه الاستنتاجات وغيرها تجعلنا نقرر بما يشبه التأكيد أن رحلة بنيامين كانت في حدود سنتي (١١٦٥- ١١٧٣ م)(٥٦١- ٥٦٩ هـ)