المعروف عند العرب ووضعت إزاء اسم كل مدينة ما يقابله بالحروف اللاتينية لكي يسهل على القارئ ضبطه. أما الشروح والتعليقات التي ذيّلت بها صفحات الكتاب فقد استخلصتها عن أوثق المصادر محاولا جهدي ذكر آخر ما توصل إليه المحققون. ويحسن بي أن أشير إلى أنني وقفت في التعليق على كل مدينة عند العصر الذي زارها فيه بنيامين أو بعده بقليل، ما دامت الغاية مقصورة على تفهم الحالة التي كانت سائدة في القرن الثاني عشر. أما الذيول التي ألحقتها بآخر الكتاب فقد تناولت فيها الموضوعات غير المألوفة لدى قراء العربية كالقرائين والسامريين ورئاسة الجالوت والمثيبة في بغداد وغيرها من المطالب التي لم استطع إيفاءها حقها من البحث في الحواشي.
وإذا كنت لم أبلغ حد الكمال برسالتي هذه، أو إذا بدرت مني هفوات في هذا الموضوع العسير، على الرغم مما بذلته من مجهود، فإن لي من ظروف الحرب وضيق مجال البحث وقلة المصادر التي كان في ميسوري الحصول عليها عذرا أتمنى أن يكون مقبولا. وأرى من واجبي أن أشيد بفضل صفوة من إخواني أدباء العراق ومحققيه الأنجاب الذين لم يبخلوا علي بكل إشارة إلى ما فيه الصواب. أخص بالذكر منهم صديقي مؤرخ العراق الكبير الأستاذ عباس العزاوي، والأستاذ المحقق والأديب اللامع الدكتور مصطفى جواد، والأستاذ المتتبع يعقوب نعوم سركيس، والأستاذ الأديب النابه كور كيس عواد، أمين خزانة المتحف العراقي، والأستاذ الفاضل النابغة يوسف الكبير المحامي. فلحضراتهم علي منة إرشادات قيمة وملاحظات ثمينة. وما هذا المجهود الذي قمت