الشرق. فاندفع باسيل بجيشه، حتى بلغ إقليم الفرات، فاستولى سنة ٨٧٣، على زبطرة وسموساط، ومع ذلك تعرض باسيل لهزيمة ساحقة، حين حاول الاستيلاء على حصن ملطية الذي يعتبر من المعاقل الهامة.
وعلى الرغم من أن باسيل اكتفى بهذا الانتصار الجزئي في هذه الحملة، وفيما تلاها من الحملات التي توجهت إلى أقاليم الفرات وإلى أطراف طوروس، فإن عمله يعتبر بداية مرحلة جديدة من مراحل الزحف والتقدم المنتظم، التي قامت به الإمبراطورية البيزنطية على الأطراف الشرقية. يضاف إلى ذلك أن ما أصاب الدولة الإسلامية من الضعف، أسهم في نمو أرمينيا، إذ اعترف بسلطة آشوت الأول وقرر اعتباره ملكا، كل من الخليفة، سنة ٨٨٥، والإمبراطور البيزنطي سنة ٨٨٧، فكان ذلك الاعتراف بداية مرحلة من مراحل توسع أرمينية زمن الأسرة البغراطية Bagratuni الوطنية» .
وكانت الدولة البيزنطية بعد ذلك هي السبب الظاهر على الأقل لانطلاق حركة الحروب الصليبية ضد المسلمين، ونفضل هنا نقل التحليل الموجز الذي أورده حسين مؤنس في عمله المهم (أطلس تاريخ الإسلام) ، يقول مؤنس:
«تعتبر الحروب الصليبية من أعاظم الحوادث في التاريخ الإسلامي العام، وهي كذلك من أكبر حوادث التاريخ العالمي، لأن الذي فكر في الحروب الصليبية وقام بها هو الغرب المسيحي بتوجيه أولي من البابوية، بغرض الاستيلاء على المقدسات المسيحية في فلسطين وخاصة مدينة القدس وقبر المسيح عيسى بن مريم في بيت لحم القريبة من القدس.