للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحركة بدأت في أواخر القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، واستمرت في عنف إلى التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي» .

« ... وقد ذكرنا في فصل سابق كيف أن السلطان السلجوقى ألب أرسلان انتصر على الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع في موقعه ملاذ كرد سنة ١٠٧١ م في أقصى شمالي أذربيجان، وفتح الطريق أمام قبائل الأتراك لتدخل آسيا الصغرى التي كانت معتبرة إذ ذاك أراضي الدولة البيزنطية، بما في ذلك جزء كبير من بلاد الأرمن، وكان الأرمن حينذاك منتشرين على مساحات واسعة تمتد من شرق البحر الأسود جنوبا إلى شمالى بلاد الجزيرة والموصل، وعقب انتصار ملاذكرد تدفقت جموع من الأتراك السلاجقة فدخلت آسيا الصغرى، واستقرت في شرقها، وأنشأت فيها سلطنة سلجوقية عرفت باسم سلطنة سلاجقة الروم، وأولهم قلج أرسلان، وأخذت هذه السلطنة تمتد شرقا حتى استحوذت على النصف الشرقي من آسيا الصغرى، وجعلت عاصمتها في مدينة قونية، وأخذت تزحف إلى الغرب، وهذا هو الخطر الذي جعل ألكسيوس كومتين يستغيث بالبابوية، على الرغم من أنه كان هناك انشقاق ديني وسياسي بين الدولة البيزنطية والكنيسة الكاثوليكية في روما سنة ١٠٥٤ م. وهذا هو الانشقاق الديني الواسع الذي يوصف بالكبير The Great وبدلا من أن يبادر البابا جريجوري بالاستجابة لما طلبه الإمبراطور البيزنطي فكر في استنهاض همم الرهبان الكونيين وبقية رجال الكنيسة في الغرب للدعوة إلى توحيد الغرب الأوربي تحت لواء

<<  <   >  >>