للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويزعم يهودها أنهم من بقايا الأسباط الأربعة من بني إسرائيل التي أسرها شلمناصر ملك أشور. وهي أسباط دان وزبولون ونفتلي وآشر التي ورد عنها في التوراة: «وسبى ملك أشور بني إسرائيل إلى أشور، ووضعهم في حلح وحابور، نهر غوزان وفي مدن مادي» . وهي بلاد واسعة الأرجاء تبلغ مسيرتها عشرين يوما. وبها المدن والقرى تحميها الجبال من جهة ونهر غوزان من الجهة الأخرى.

واليهود هنا مستقلون. لا يدينون بالطاعة لغير رئيسهم يوسف أمر كلة اللاوي ومن معه من كبار علماء الدين. وهم يشتغلون بالزراعة ويخرجون للغزو في بلاد الكاشيين (خراسان) بطريق الصحراء.

ولهؤلاء اليهود أحلاف من القبائل التي يسميها المسلمون «كفار الترك» . وهم جماعات لا حصر لها من البدو. يعيشون في الصحراء ويعبدون الهواء، وطعامهم اللحم النيئ، يأكلونه من غير شواء. ولا يأكلون الخبز ولا يعرفون الخمر. وفي موضع الأنف في وجوههم ثقبان صغيران يتنسمون بهما الهواء. وهم إذا أكلوا لحما لا يفرقون بين الطاهر وغير الطاهر من الحيوان. وعلاقتهم باليهود يسودها الصفاء والوثام.

وقد أغار «كفار الترك» على بلاد العجم قبل ثمانية عشر عاما «١» ،

<<  <   >  >>