للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بجيوش جرارة، فاستولوا على «الري» وأعملوا السيف في رقاب أهلها ونهبوا ما فيها ورجعوا بما غنموه إلى جبالهم. وكان هذا أول حادث في بابه في بلاد العجم.

فلما بلغت أخبار هذه المذبحة أسماع ملك العجم، ثار ثائره وأقسم ليبيدن هذه القبائل التي باغتت بلاده من وراء الصحراء، وليمحونهم من تحت السماء. فانتشر المنادون في طول البلاد وعرضها يطلبون الأدلاء لهداية الجيوش اللجبة في مسالك الصحراء. فشخص رجل بحضرة الملك وقال له: «إني دليلكم إلى مضارب القوم، لأنني منهم» . فوعده الملك بجزيل العطاء إن هو دلهم على السبل المؤدية إلى تلك الجبال السحيقة. فلما سأله عن مقدار المؤونة التي يحتاجها الجند في مسيرته، قال: «تزودوا بما يكفيكم خمسة عشر يوما من الزاد والماء.» .

وخرجت الجيوش الجرارة تطلب مضارب القوم. وظلت تضرب في عرض البيداء خمسة عشر يوما دون أن تعثر للأعداء على أثر. فأشرف

<<  <   >  >>