للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الزمن احتشد الناس بمهرجان عظيم، يتبارى فيه الرماة بحضور السلطان. فكان موسى مملوك الفارس العجمي بين المتبارين. فأظهر براعة بالرمي، لم يستطع أن يجاريه أحد فيها. فعجب السلطان من أمره فقربه منه وسأله عن حاله. فقص موسى على السلطان ما حدث له مع الفارس، وخديعته له واتخاذه عبدا رقيقا.

وللحال أمر السلطان بإطلاق سراحه، وخلع عليه حلة نفيسة من حرير وأغدق عليه الهدايا والعطايا. ثم زين له البقاء في حاشيته واعتناق ديانته. ووعد بأن يجعله من كبار الأغنياء، وقيما موكلا بقصره. لكن موسى رفض هذا العرض، وعندئذ أرسله السلطان إلى سرشالوم رئيس اليهود في أصبهان للعناية بأمره. وهناك تزوج من ابنة الرئيس.

هذا ما قصه علي «موسى» بنفسه.

وكانت عودتي من نيسابور إلى خوزستان المشرفة على نهر دجلة المنصب في بحر الهند وفي هذا البحر قطعت مسيرة ستة أيام إلى:-

جزيرة قيس Qais «١» أرض هذه الجزيرة شحيحة الماء، ليس فيها غير عين واحدة. وأغلب شرب أهلها من ماء المطر. وهي مركز تجاري مهم، يقصدها التجار للبيع والشراء ومقايضة ضروب السلع كالحرير والكتان والقطن والقنب والماش والحنطة والشعير والدخن والرز وسائر أنواع الحبوب والبقول ويأتيها تجار الهند بالعطور والتوابل. وأغلب سكان الجزيرة دلالون ووسطاء بين هذا

<<  <   >  >>