من أبناء كوش. جميع سكانها سود البشرة، لكنهم مشهورون بالأمانة والصدق في الأخذ والعطاء. فإذا دخلت سفينة فرضة المدينة طلع إليها ثلاثة من كتبة السلطان، وسجلوا أسماء تجارتها في ثبت يعرضونه على السلطان. ثم يصدر أمان السلطان للتجار، فيتركون بضاعتهم في العراء، لا خوف عليها ولا حاجة بهم إلى من يحرسها. وفي سوق البلد حانوت كبير فيه مأمور موكل بجمع المفقودات. فمن ضاع له متاع راجع مأمور الحانوت وأعطاه علامة متاعه المفقود واسترده. وهذه عادة مستحبة سارية في جميع أنحاء هذه المملكة «١» .
وإقليم هذه المدينة شديد الحرارة. يتحكم موسم القيظ فيها من شهر نيسان حتى تشرين. ويبلغ من شدة الحر أن الناس لا يقدرون على مبارحة دورهم نهارا. فإذا ما أزفت الساعة الثالثة من النهار، أسرعوا إلى بيوتهم، يستجيرون بظلها حتى ساعة الغروب. وعندها يخرجون فيضيئون الشموع في الأزقة والأسواق ويزاولون أعمالهم.
وفي هذه البلاد يزرع الفلفل. وأشجاره كثيرة في حقول تحيط بالمدينة. والفلاحون يخططون مزارعهم فيعرف كل منهم حدود أغراسه. وشجرات الفلفل صغيرة تثمر حبا يكون في أول أمره أبيض.
فإذا حان قطافه وضعوه في طواجن. ثم سكبوا عليه الماء الحار وفرشوه