تحت أشعة الشمس حتى يجف وينقلب لونه إلى سواد. وفيها أيضا أشجار القرفة والزنجبيل وضروب شتى من التوابل والأفاويه «١» .
ومن عادة أهل هذا البلد أنه إذا مات منهم أحد لا يوارونه التراب، بل يضمخونه بأنواع الأطاييب والعقاقير ويضعونه في صندوق موصد حتى تستحكم يبوسته فيلتصق الجلد بالعظم، فيظل له مظهر الأحياء. وهكذا يحتفظون بأجداث آبائهم وأفراد أسرتهم بعد الممات مدة طويلة.
وأهل هذه المدينة كفار، يعبدون الشمس والنار. فتراهم عند مطلع الفجر يهرعون إلى معابدهم، وهي على مسافة نصف ميل من البلد، فيستقبلون الشمس المشرقة سجّدا. وعندهم في معابدهم صنم على شكل قرص الشمس يدور بحيلة سحرية، فيسمع لدورانه ضجة عالية، ويخرون له على وجوههم ويحرقون أمامه البخور. هذه هي عاداتهم السقيمة، وبئس العادة.
وفي هذه المدينة عدد زهيد من اليهود لا يربو عددهم على المائة.
وهم سود البشرة مثل غيرهم من السكان «٢» ، لكنهم أتقياء، يعرفون