والسلطة الحاكمة، ومعاقبة من يخالف أنظمتها، والاقتصاص من الخارجين على أحكام الدين، إلى غير ذلك من الشؤون الإدارية والدينية والاجتماعية. وكانت التقاليد تقضي بأن يكون رأس الجالوت من آل الملك داود (ع) وأن ينتقل منصبه إلى الذكور من ذريته. وإذا مات بلا عقب انتقل منصبه إلى من فيه الكفاءة من أبناء أسرته.
أما في الشؤون الدينية، فكان يهود العراق يرجعون إلى علماء فلسطين، يتلقون فتاويهم ويقدمون إلى مدارسهم العلمية المال اللازم لتمشية أمورها وإعالة طلابها. وكان قد نشأ في فلسطين طبقة من العلماء يعرفون بالتنائيم باشروا شرح أحكام التوراة وتدوين قوانينها وتبويب شرائعها في مجموعة تعرف بالمشنة وكان الفراغ من تدوينها في طبرية سنة ٢٠٠ م، بعناية الحبر الكبير يهوذا بن شمعون الملقب بالربن الأقدس «١»(١٣٥- ٢٢٠ م) .
ثم نشأت في فلسطين طبقة ثانية من الأحبار يعرفون بالأمورائيم أي الأساتذة المحدثين، أخذوا يدرسون المشنة ويعلقون عليها التعليقات الضافية ويشرحون متونها شرحا وافيا يتناول شرائع اليهود وتقاليدهم وطقوسهم وتاريخهم. وقد جمعت هذه التعليقات والشروح في مجموعة صارت تعرف بالتلمود الأورشلمي. وكان الفراغ منه في أواخر القرن الثالث للميلاد.
ولما اشتد ضغط الرومان على أحبار اليهود في فلسطين، فلم يعد بمستطاعهم الاستمرار على الدرس والبحث بحرية وأمان، اضطر عدد