للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرابة ثلاثة أرباع المليون يهودي في ظل الحكم العباسي والدول الإسلامية التابعة له اسميا، وإذا أخذنا بملاحظة عزرا حداد التي مؤداها أن المؤرخين والكتاب اليهود جرى العرف لديهم على الإحصاء بعدد أرباب البيوت لا بعدد الأشخاص لكان هذا الرقم أكثر بكثير. يا إلهي، لكأنما يهود العالم كله قد تجمعوا في ديار المسلمين طلبا للأمان وإذا وضعنا في الاعتبار أن هذا الرقم المهول لا يشمل يهود اليمن ومصر لأن بنيامين تعرض لهم في موضع آخر وهو في طريق عودته لأوربا، اتضح لنا كم هو كبير هذا الرقم، ولا يمكن تفسير ذلك إلا بالظروف التاريخية وهو ما سنتعرض له ولغيره في نقاط كالتالي:

- كأنما كانت الحروب الصليبية مكنسة كبيرة كنس بها الصليبيون يهود العالم المعروف وقتئذ من الغرب ليلقوهم في الشرق. ولا تفسير لهذا العدد الكبير من اليهود في الشام والعراق والدويلات التابعة- اسما- للخلافة العباسية سوى ذلك.

- في الفترة من ٣٣٤ هـ إلى ٤٤٧ هـ/ ٩٤٦- ١٠٥٥ م كان سلاطين بني بويه الشيعة المغالين هم الحكام الحقيقيين في كل العراق، بلاد الخليفة العباسي السني، وكان الخلفاء ألعوبة في أيديهم، ومع أنهم شيعه فقد رفضوا إقامة خلافة فاطمية في بغداد خوفا من أن يستأثر الفاطميون بالحكم دونهم وأبقوا على الخلافة العباسية. في ظل هذه الظروف هل يسمح للخليفة بأن يتحرك بحرية أو يكون له بطانة أو حاشية من المسلمين؟ هذا بالطبع خطر على السلاطين البويهيين، لكن لا مانع من أن تكون له بطانة أو صحبة بيهود أو مسيحيين يدارسهم

<<  <   >  >>