للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقارن معهم الأديان.. فهذا لا خطر منه على بنى بويه. وقد وجدنا شيئا كهذا مع اختلاف الظروف والبواعث في الدولة الفاطمية في مصر التي وجد خلفاؤها أنهم في محيط سني، فجمعوا حولهم اليهود والمسيحيين واستعانوا بهم كثيرا مما كان له نتائج مهمة جدا سنتحدث عنها في حينه.

- رغم استيلاء السلاجقة الأتراك على ملك بني بويه في العراق، واستيلائهم قبل ذلك على الولايات الغربية للدولة الغزنوية، ودخولهم بغداد في سنة ٤٤٧ هـ إلا أن أحد الأمراء وهو الحارث أرسلان البساسيري انتهز ضعف الخليفة العباسي وانشغال طغرل بك أول ملوك السلاجقة بفتح بعض بلاد العراق فدخل بغداد في سنة ٤٥٠ هـ وأقام الخطبة للخليفة المستنصر الفاطمي أي أنه أعلن تبعيته للخلافة الفاطمية، وهكذا أصبح الخليفة العباسي في قبضة الشيعة، وسار البساسيري في بغداد سيرة الفاطميين في مصر بالتحبب إلى الناس وتقديم الطعام والاموال، لكن الخليفة العباسي استنجد بطغرل بك الذي قدم بغداد وقتل البساسيري، وبذلك أصبح الخليفة العباسي في قبضة السلاجقة يتصرفون معه كما يشاءون.

- والآن وقد أصبح الخلفاء العباسيون تحت سيطرة السلاجقة فقد سيطر نوابهم العسكريون على الحكم في العراق وأرسلوا حملاتهم إلى الشام لاستعادة ملك بني العباس (أو بالأحرى مد سلطان السلاجقة) في المناطق التي سيطر عليها الفاطميون، فأصبحت الرملة وبيت المقدس ثم بعد ذلك دمشق في قبضتهم وكان الخلفاء في هذه الأثناء يشرفون

<<  <   >  >>