على بناء القصور والاستماع إلى الغناء ومجالسة العلماء، وقد تزاوج السلاطين السلاجقة من بنات الخلفاء وحدث العكس أيضا فتحسنت العلاقة لكن هذا لا يمنع من أن السلاجقة كانوا يراقبون شعبية الخليفة العباسي واتصالاته، خوفا من ازدياد جماهيريته.
وانقسم ملك السلاجقة إلى أتابكيات (إمارات صغيرة) منها في الشام عدة أتابكيات. وفي ظل هذه الظروف كانت زيارة بنيامين إلى الشام والعراق.
- نحن إذا لا نستنكر ما قاله بنيامين عن الخليفة العباسي المستنجد بالله أبي المظفر يوسف بن المقتفى لأمر الله العباسي من أنه كان يعيش عيشة هنية في قصر فخم واسع الأرجاء ذي حديقة غناء بها موضع لصيد الطير وبرك لصيد الأسماك، وأن له حاشية تضم بعض اليهود علموه اللغة العبرية قراءة وكتابة..
لقد كانت علاقة الخلفاء بالسلاطين السلاجقة في هذا الوقت- كما سبق أن ذكرنا- قد تحسنت كثيرا نسبا وصهرا وأغرقهم السلاجقة في الفراغ والملذات، ووقروهم وشرفوهم ورفعوهم شريطة ألا يكون لهم سلطان سياسي.
وحكاية أن المسلمين لا يشاهدون الخليفة إلا مرة في العام مسألة معقولة، فهي تدبير احترازي اتخذه السلاجقة لإبعاده عن الجماهير، وليست مسألة لها علاقة بالتوقير أو الاحترام كما توهم بنيامين. إنه نوع من العزل السياسي المهذب.
لكن ليس هناك خطورة سياسية كما سبق القول من اندماج الخليفة