للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بغير المسلمين، لذا نرى رأس الجالوت أى رئيس الجالية اليهودية عندما يقابل الخليفة تحفة الحاشية والفرسان ويجلس قبالته مباشرة. ورأس الجالوت هذا يدبر أمور ٠٠٠/٤٠ يهودي في بغداد وحدها.

- وما ذكره بنيامين عن يهود في شبه جزيرة العرب يثير حساسية شديدة، لذلك أراح الأستاذ المترجم عزرا حداد نفسه بالتشكك في زيارة بنيامين لشبه الجزيرة العربية، والواقع أن الظروف التاريخية للحروب الصليبية تجعلنا لا نستبعد ذلك مع بعض الإيضاحات، أولها أن هؤلاء اليهود الذين توغلوا في البادية هربا من الحروب الصليبية قد يكونون تحولوا للإسلام فعلا أو تظاهروا بذلك ثم- وهذا طبيعي- أسلم أبناؤهم حقا بمرور الأيام، خاصة أن بني ركاب الذين ذكرهم بنيامين كانوا ذوي طبيعة بدوية خالصة، وأنهم كانوا يخرجون مع القبائل العربية الأخرى للغزو والكسب في الأماكن البعيدة.. لقد ذابوا إذن مع العرب الآخرين، فالظروف الاجتماعية المتشابهة، خاصة إذا كانت بقوة الظروف البدوية غالبا ما تؤدي إلى توحيد العقائد، وقد أشار الرحالة فاريتما (الحاج يونس) إلى وجود بدو يهود في جبال قريبة من المدينة المنورة، ووصفهم وصفا بشعا، لكن الحقيقة أنّ ما ذكره ينطبق على بعض القبائل ذات الطابع الانعزالي أي التي لا تحب الاختلاط بالآخرين، وقد تصف بعض القبائل القبائل التي تكرهها أو تغار منها بأنها يهود.. على أية حال فيبدو أن الصحراء صهرت هؤلاء اليهود وجعلتهم من المسلمين خاصة أن الخلاف في العقائد الأساسية

<<  <   >  >>