للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيمكن أن يكون اليهود قد تعرّضوا لاضطهاد شديد في مصر في أثناء الدولة الفاطمية فهاجروا منها هجرات جماعية؟ والحقيقة أن المراجع التي تناولت التاريخ الفاطمي أو الأيوبي لم تشر إلى مثل هذه الهجرة الجماعية. أما فيما يتعلق باضطهاد اليهود والمسيحيين في أثناء الحكم الفاطمي، فهو بالتأكيد حديث خرافة. فقد شغل اليهود والقبط أرقى المناصب، وكان منهم زوجات الخلفاء الفاطميين وأمهاتهم.. أما ما يقال عن هدم الكنائس وما إلى ذلك، فلا يستطيع فهمه إلا من فهم طبيعة المذهب الإسماعيلي الشيعي (الفاطمي) ، فقد كانت بعض الكنائس يؤمر بهدمها ثم بعد فترة يؤمر بإعادة بنائها.. يبدو أنها الكنائس الآيلة للسقوط هي تلك التي يؤمر بهدمها. وكانت هناك أوامر بتحول يهود أو مسيحيين قسرا للإسلام ثم أوامر بالسماح لهم بالعودة لدينهم.. وكل هذا لا يمكن فهمه إلا من خلال مبدأ (اكتم ذهبك ومذهبك وذهابك) وإلا من خلال أنّ الفاطميين الشيعة كانوا يحكمون غالبية من السنّة؟ ولم تكن مثل هذه الأوامر الشكلية تحقق غرضها وإنما كانت إرضاء ظاهريا لبعض متعصبي السنة. وكيف يفقد الفاطميون مودة اليهود والنصارى وهم يحكمون شعبا من السنة تقبل ببساطة شديدة إلغاء كل مظاهر التشيع ممثلة في إضافة (حي على خير العمل) في الأذان وغير ذلك بمجرد قيام الدولة الأيوبية؟ ولم ينتحب لإلغاء الدعاء للخليفة الفاطمي في خطب صلاة الجمعة؟ ... الخ. وكيف يفقد الفاطميون مودة اليهود والنصارى والمناصب الكبيرة فيهم، والطبيب منهم، وأمين الخزانة

<<  <   >  >>