منهم، وقيم الأموال منهم ... أنصدق كلمات يرويها مؤرخون لم يتعمقوا في الأمور والعوامل الكامنة وراءها ونكذب ما نراه رأي العين؟
ولا زالت الكنائس التاريخية قائمة أمامنا في غالبها شاهدا على ذلك! لنستبعد- إذا مسألة الاضطهاد الديني هذه كسبب لقلة عدد اليهود في مصر في أواخر عهد الدولة الفاطمية وبداية الأيوبية!
-- والحقيقة أنّ العصر الفاطمي شهد- فيما يبدو- نوعا من المفاوضات أو المساومات لإيجاد دين وسط بين اليهودية والإسلام من ناحية، وبين المسيحية والإسلام من ناحية أخرى، أو بتعبير آخر التوصل عبر مفاوضات ومناقشات ومراعاة للمصالح- لإيجاد صيغة دينية وسطية مقبولة للطرفين (المسيحي الإسلامي أو اليهودي الإسلامي) .
فعلى سبيل المثال بماذا نفسر الظواهر الآتية:
* قائمة المحرمات التي حرمها الحاكم بأمر الله الفاطمي في الطعام كانت تشمل الأسماك التي لا قشور لها وهو محرّم بالفعل في العهد القديم- سفر التثنية، ألا يمكن أن يكون هذا طلبا أو شرطا وضعه يعقوب بن كلس الوزير اليهودي ذو الشأن الكبير لكي يتحول للإسلام، ولم يجد الحاكم غضاضة في قبول هذا الطلب من ابن كلس أو من حاشيته من اليهود للوصول إلى قائمة محرّمات مشتركة فيما يتعلق بالأطعمة تكون محرّمة من الطرفين، وبذلك يتحول اليهود للإسلام دون أن يفقدوا شريعتهم.
* عندما أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمره بألا يعمل أحد بالنهار، وأن العمل لا يكون إلا ليلا، لم يسأل أحد من الباحثين الذين