للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتبوا عنه نفسه: لماذا أمر الحاكم بهذا الأمر؟ قال المدافعون عنه إن ذلك لأن القاهرة كانت حارة نهارا، وأن الجو ليلا كان جميلا، وما أحلى العمل على ضوء الفوانيس! وقال المهاجمون له إنه مجنون.

الواقع أنه ليس مجنونا، كما أن إبطال العمل نهارا معناه أيضا اضطراب أمر الصلاة نهارا، ولابد أن الناس سينامون بالنهار ليتمكنوا من السهر ليلا. لا بد من سبب آخر: إنه شرط بين الحاكم أو المسلمين الإسماعيلية من ناحية، واليهود من ناحية أخرى، لمراعاة حرمة يوم السبت، الذي هو اليوم الذي (استراح) فيه الرّب بعد خلق السماوات والأرض، وله- أي لهذا اليوم- حرمة كبيرة عند اليهود، لم يتم التهاون فيها جزئيا إلا في أوقات لاحقة، لكن لماذا بقية الأيام أيضا؟

إذن ماذا كنتم تظنون أيخص الفاطميون السبت وحده وبذلك تستنتج العامة أنهم تركوا الإسلام وتحولوا لليهودية. وكيف يدوم السلطان؟

لابد إذن أنّ حوارا على هذا النحو تم بين اليهود من ناحية والسلطان والدعاة الإسماعيلية من ناحية أخرى:

ابن كلس (واليهود) : لكن للسبت عندنا حرمة كبيرة الدعاة الإسماعيلية: نحترم السبت وتحترمون الجمعة ابن كلس (واليهود) : نحن لا نعمل يوم السبت.

الدعاة الإسماعيلية: يحرّم الإمام العمل يوم السبت. لكن كيف؟

ابن كلس (واليهود) : الجو في القاهرة حار، ليكن ذلك هو السبب في ألا يعمل الناس نهارا، والليل سكون نحن أدرى كيف نقضيه الدعاة الإسماعيلية: عظيم! لكن لماذا السبت بالذات أليست

<<  <   >  >>