للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض بيوت الريف التقليدية بالأعياد والمناسبات السعيدة؟! أليس هذا تقليدا يهوديا بالنسبة لبعض الأعياد حيث يستعاض عن الخبز (ذي الخميرة) بالفطير (الذي لم يختمر عجينه) ؟! إنها بقايا اتفاقات الصيغة الوسطية بين الدّينين اليهودي والإسلامي.

لقد كان الفاطميون حريصين على إيجاد مسلمين جدد يعتمدون عليهم بدلا من الأغلبية السنية المعادية لهم، وبالفعل نجحت سياستهم نجاحا مذهلا حتى إننا لا نستطيع أن نقول: إن الإسلام قد أصبح دين الغالبية العظمى من سكان مصر إلا في عهدهم.

وعلى النحو نفسه جرى الأمر بالنسبة للمسيحيين لكن هذا ليس موضوعنا الآن.

كانت هناك إذن حركة تحول جماهيرية بين اليهود المصريين للإسلام وفقا لهذه الصيغة الوسطية، وهذا هو التفسير الوحيد للملاحظة التي أوردها بعض الباحثين المصريين المعاصرين من أن الأرقام التي أوردها بنيامين عن عدد اليهود في مصر أقل بكثير مما أورده المؤرخون الذين تحدثوا عن اليهود في بداية الدولة الفاطمية.

أما لماذا لم تكن حركة التحول اليهودية هذه للإسلام مشهورة معروفة، فالسبب بسيط وهو أنه كان مما يقلّل كثيرا من قيمة الشخص- على المستوى الشعبي- أن يعرف أن (أصله يهودي) بما تنطوي عليه هذه العبارة من مفاهيم كامنة في الفكر الشعبي- وإن كان هذا بطبيعة الحال أمرا لا مبرر له.

ولأن بعض المشتغلين بالتاريخ قد لا يفهمون كثيرا مسألة الدليل

<<  <   >  >>