الأنثروبولوجي هذه، فإننا نسوق لهم وثيقتين، يتضح منهما بشكل جلي محاولة المواءمة بين الدينين للخلوص بصيغة وسطية لا تمنع التحول للإسلام. الوثيقة الأولى لشموئيل بن يهوذا، والصيغة العربية للاسم شموئيل هى السموأل، ويتضح لنا من السياق أنه كان من الدعاة الإسماعيلية فهو يحدّثنا عن «الإمام» وظلّ الله في الأرض ...
الخ.
وكتابه هو (بذل المجهود في إفحام اليهود) واسمه كاملا هو السموأل بن يهوذا يحيى بن عباس المغربي الأندلسي الطبيب والفيلسوف. قدم أبوه إلى الشرق الإسلامي وتضلع السموأل في الرياضيات والطب والأديان. وطاف مع أبيه بلاد المشرق واستقر في بغداد فترة ثم رحل إلى أذربيجان حيث أقام في مراغة، وفيها أسلم، وكان قبل إسلامه قد بلغ درجة عالية في الكهنوت اليهودي. وله كتاب آخر غير الكتاب الذي نحن بصدده وهو (الديانة اليهودية) .
وكان السّموءل من بيت دين، فقد كان أبوه فيما يقول هو هو الرّاب يهوذا بن أيوب من مدينة فاس التى بأقصى المغرب. والرّاب لقب ليس باسم، وتفسيره الحبر، وكان عالما بالتّوراة وشاعرا ينظم الشعر بالعبرية، وكان اسمه المدعو به بين أبناء العربيه هو أبو البقاء بن يحيى بن عباس ذلك أنّ كثيرا من اليهود بالمغرب والأندلس كان لهم اسمان، واحد عبري وآخر عربي، وإن كان الاسم العربي غالبا ما يكون قريبا من الاسم العبري لأنه مشتق منه. وتزوّج والد السموأل من أمّ السموأل ببغداد وأصلها من البصرة وكانت بارعة في علوم التوراة وبارعة