فوجدت كلام الأنبياء عليهم السلام وإشاراتهم عن هذا النبي العظيم محمد الذي اتبعته هى منطبقة عليه من كل الجهات، ثم هذه النبؤءات التي رأيتها في كتب الأنبياء وسمعتها. فعلى ظني أنّه ليس عليها مرد مطلقا ولا ناقص بوجه الحق، وهي من سيدنا موسى وأشعيا وداود وزكريا وغيرهم ثم مفردات هذه الشهادة مفنّدة في محلات كثيرة من كتب المباحثات والمجادلات في هذا المعنى مأخوذة من التوراة عينها.
فمن جملة ما ذكرت التوراة في سفر التكوين المسمى بالعبراني «باراشيب» بأن لسيدنا إسحاق جد الأنبياء بركة واحدة وذكرت لسيدنا إسماعيل جملة بركات، وعليكم يا أحبائي بمراجعتها.
وثانيها: أنّه قبل مطالعتي لهذه البراهين كان دائما يخطر لفكري- كما الآن يخطر لفكركم- وكنت أقول لذاتي بأن توراتنا وزبورنا ونبوّات أنبيائنا لم يوجد فيها أدنى إشارة إلى نبي المسلمين.
ولكن بعد مدّة مديدة من الزمان راجعت ذاتي وقلت في عقلي:
ويّه.. ويّه. كيف نبي مثل هذا الذي تبعته ألوف وكرّات ومليونات وشعوبه وأمته أكثر بكرّات من شعوب موسى، وتبشيره للناس وإنذاره بترك الكفر والحث على الإيمان بالله ومجاهدته وغيرته الشهيرة، أيهمل ويترك، وينسى من الذكر عند أنبياء بني إسرائيل؟ فهذا القول بهذا الشكل الذي يعلمنا فيه أحبارنا والحاخاميم هو مضاد لكل عقل سليم، بحيث أن أنبياء بني إسرائيل أنبأوا عن أشياء كثيرة وكلية وجزئية، والإشارة عن هذا النبي (محمد) هي من الأشياء الكلية