اللازمة، فكيف يتركونها وينسونها ويه.. ويه.. أنا لا يقبل عقلي كلام الحاخاميم الباطل وتأويلهم.
فالتزمت عندما امتلأ فكري من هذا الميزان أن أفتّش وأفحص بزيادة عما كنت أفحص من قبل، فوجدت كما قدّمت. وقلت إن معاني كثيرة وإشارات غزيرة موجودة في التوراة تشير إلى هذا النبي العظيم محمد، وهذه هي التي كانت من جملة الأسباب التي أحوجتني أن أترك الشريعة التوراتية وأتبع الشريعة القرآنيّة المهندمة بغاية الهندام، والمنتظم إليها أخص ما يوجد في الشرائع السابقة.
وثالثها: اعلموا يا أقربائي وبني جنسي، أني أخبركم أن الذي حملني بعد ذلك أن أتبع هذا النبي الجليل محمد: من كوني نظرت أنّ جماعة اليهود على بكرة أبيهم في كل مصر ومكان عائشون بغير شريعة التوراة ولا عاملون بأحكامها اللازمة كونهم لا يستطيعون العمل بها، لا، بل ممتنع، وقد تصرمت عنهم بالطبع وتلاشت وهي باقية بالورق فقط، ويظهر من ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد استخدمها إلى أزمنة معلومة محدودة غير راض بخلودها. لا، بل إنه راض بانقضائها وتبديلها.
والبرهان على ذلك هو من المشاهدات والمتواترات والتجربيات والحدسيّات والأوليات. إذ إننا نرى أن أعمدة وأركان هذه الشريعة الموسوية التي كانت مسندة عليها وفيها قوامها واستيلاؤها قد انهدمت بالكلّية وعدمت، مثل إبادة الملك والرياسة وعدم وجود الأنبياء وإبطال الكهنوت وخراب الهيكل السليماني وهدم المذبح واندثار الذبائح