للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبال مكة:

منها جبل أبي قبيس وهو في جهة الجنوب والشرق من مكة حرسها الله وهو أحد الأخشبين وأدنى الجبال من مكة شرفها الله ويقابل ركن الحجر الأسود وبأعلاه مسجد وأثر رباط وعمارة وكان الملك الظاهر رحمه الله أراد أن يعمره وهو مطل على الحرم الشريف وعلى جميع البلد ومنه يظهر حسن مكة شرفها الله وجمال الحرم واتساعه والكعبة المعظمة وذكر أن جبل أبي قبيس هو أول جبل خلقه الله تعالى وقد استودع فيه الحجر زمان الطوفان وكانت قريش تسميه الأمين لأنه أدى الحجر الذي استودعه فيه الخليل إبراهيم عليه السلام ويقال أن قبر آدم عليه السلام به وفي جبل أبي قبيس موضع موقف النبي صلى الله عليه وسلم حين انشق له القمر. ومنها قعيقعان وهو أحد الأخشبين. ومنها الجبل الأحمر وهو في جهة الشمال من مكة شرفها الله. ومنها الخندمة وهو جبل عند الشعبين المعروفين بأجياد الأكبر وأجياد الأصغر

ومنها جبل الطير وهو على أربعة عن جهتي طريق التنعيم يقال إنها الجبال التي وضع عليها الخليل عليه السلام أجزاء الطير ثم دعاها حسبما نص الله في كتابه العزيز عليه أعلام من حجارة، ومنها جبل حراء وهو في الشمال من مكة شرفها الله تعالى على نحو فرسخ منها وهو مشرف على منى ذاهب في الهواء عالي القمة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه كثيرا قبل المبعث وفيه أتاه الحق من ربه وبدأ الوحي وهو الذي اهتز تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم اثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد١، واختلف فيمن كان معه يومئذ، وروي أن العشرة كانوا معه.

وقد روي أيضا أن جبل ثبير اهتز تحته أيضاً، ومنها جبل ثور وهو على قدر فرسخ من مكة شرفها الله تعالى على طريق اليمن وفيه الغار الذي أوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خروجه مهاجراً من مكة شرفها الله ومعه الصديق رضي الله عنه حسبما ورد في الكتاب العزيز. ذكر الأرزقي في كتابه: أن الجبل المذكور نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إليّ يا محمد إليّ إليّ فقد آويت قبلك


١ روى البخاري بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: أثبت أحد فإنما عليك نبيّ وصديق وشهيدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>