للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخليفة أن يقرأ على المنبر بين الخطبتين في كل يوم جمعة وأقام الشيخ سعيد شهراً ثم بعث معه الملك هدايا إلى الخليفة فوصل كنبايت وأقام بها حتى تيسرت أسباب حركته في البحر وكان ملك الهند قد بعث أيضا من عنده رسولا إلى الخليفة وهو الشيخ رجب البرقعي أحد شيوخ الصوفية وأصله من مدينة القرم من صحراء قفجق وبعث معه هدايا للخليفة منها حجر ياقوت قيمته خمسون ألف دينار وكتب له يطلب منه أن يعقد له النيابة عنه ببلاد الهند والسند ويبعث له سواه من يظهر هكذا نص عليه كتابه اعتقادا منه في الخلافة وحسن نية وكان للشيخ رجب أخ بديار مصر يدعى بالأمير سيف الدين الكاشف فلما وصل رجب إلى الخليفة أبى أن يقرأ الكتاب ويقبل الهدية إلا بمحضر الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر فأشار سيف الدين على أخيه رجب ببيع الحجر فباعه واشترى بثمنه وهو ثلاثمائة ألف درهم أربعة أحجار وحضر بين يدي الملك الصالح ودفع له الكتاب وأحد الأحجار ودفع سائرها لأمرائه واتفقوا على أن يكتب لملك الهند بما طلب فوجهوا الشهود إلى الخليفة وأشهد على نفسه أنه قدمه نائبا عنه ببلاد الهند وما يليها وبعث الملك الصالح رسولا من قبله وهو شيخ الشيوخ بمصر ركن الدين العجمي ومعه الشيخ رجب وجماعة من الصوفية وركبوا بحر فارس من الأبلة إلى هرمز وسلطانها يومئذ قطب الدين تمهتن طوران شاه فأكرم ثواهم وجهز لهم مركبا إلى بلاد الهند فوصلوا مدينة كنبايت والشيخ سعيد بها وأمير ها يومئذ مقبول التلتكي أحد خواص ملك الهند فاجتمع الشيخ رجب بهذا الأمير وقال له أن الشيخ سعيد إنما جاءكم بالتزوير والخلع التي ساقها إنما اشتراها بعدن فينبغي أن تثقفوه وتبعثوه لخوند عالم وهو السلطان فقال له الأمير الشيخ سعيد معظم عند السلطان فما يفعل به هذه إلا بأمره ولكني أبعثه معك ليرى فيه السلطان رأيه وكتب الأمير بذلك كله إلى السلطان وكتب به أيضا صاحب الأخبار فوقع في نفس السلطان فتغير وانقبض عن الشيخ رجب لكونه تكلم بذلك على رؤوس الأشهاد بعد ما صدر من السلطان للشيخ سعيد من الإكرام ما صدر فمنع رجب من الدخول عليه وزاد إكرام الشيخ سعيد ولما دخل شيخ الشيوخ على السلطان قام إليه وعانقه وأكرمه وكان متى دخل عليه يقوم إليه وبقي الشيخ سعيد المذكور بأرض الهند معظما مكرما وبها تركته سنة ثمان وأربعين. وكان بمكة أيام مجاورتي بها حسن المغربي المجنون وأمره غريب وشأنه عجيب وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>