للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معجم" وولده ناصر الدين ومثل السلطان جلال الدين فيروز شاه والسلطان غياث الدين بلين وكانت الخلع تأتي إليهم من بغداد فلما توفي وشل قصد الشيخ سعيد إلى الخليفة أبي العباس بن الخليفة أبي الربيع سليمان العباسي بمصر وأعلمه بالأمر فكتب له كتابا بخطه بالنيابة عنه ببلاد الهند فاستصحب الشيخ سعيد الكتاب وذهب إلى اليمن واشترى بها ثلاث خلع سوداء وركب البحر إلى الهند فلما وصل كنبايت وهي على مسيرة أربعين يوما من دهلى حضرة ملك الهند كتب صاحب الخبر إلى الملك يعلمه بقدوم الشيخ سعيد وأن معه أمر الخليفة وكتابه فورد الأمر ببعثه إلى الحضرة مكرما فلما قرب من الحضرة بعث الأمراء والقضاة والفقهاء لتلقيه ثم خرج هو بنفسه لتلقيه فتلقاه وعانقه ودفع له الأمر فقبله ووضعه على رأسه ودفع له الصندوق الذي فيه الخلع فاحتمله الملك على كاهله خطوات ولبس إحدى الخلع وكسى الأخرى الأمير غياث الدين بن محمد بن عبد القادر بن يوسف بن عبد العزيز الخليفة المنتصر العباسي وكان مقيما عنده وسيذكر خبره وكسا الخلعة الثالثة الأمير قبوله الملقب بالملك الكبير وهو الذي يقوم على رأسه ويشرد عنه الذباب وأمر السلطان فخلع على الشيخ سعيد ومن معه وأركبه على الفيل ودخل المدينة كذلك والسلطان أمامه على فرسه وعن يمينه وشماله الأمير ان اللذان كساهما الخلعتين العباسيتين والمدينة قد زينت بأنواع الزينة صنع بها إحدى عشرة قبة من الخشب كل قبة منها أربع طبقات في كل طبقة طائفة من المغنيين رجالا ونساء والراقصات وكلهم مماليك السلطان. والقبة مزينة بثياب الحرير المذهب أعلاها وأسفلها داخلها وخارجها وفي وسطها ثلاثة أحواض من جلود الجواميس مملوءة ماء قد حل فيه الجلاب يشربه كل وارد وصادر لا يمنع منه أحد وكل من يشرب منه يعطى بعد ذلك خمس عشرة ورقة من التنبول والفوفل والنورة فيأكلها فتطيب نكهته وتزيد في حمرة وجهه ولثاته وتقمع عنه الصفراء وتهضم ما أكل من الطعام. ولما ركب الشيخ سعيد على الفيل فرشت له ثياب الحرير بين يدي الفيل يطأ عليها الفيل من باب المدينة إلى دار السلطان وأنزل بدار تقرب من دار الملك وبعث له أموالا طائلة وجميع الأثواب المعلقة والمفروشة بالقباب والموضوعة بين يدي الفيل لا تعود إلى السلطان بل يأخذها أهل الطرب وأهل الصناعات الذين يصنعون القباب وخدام الأحواض وغيرهم وهكذا فعلهم متى قدم السلطان من سفر وأمر الملك بكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>