ولبس الحسن بن أبي الحسن البصري من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. قال ابن جزي: مكذا أورد الشيخ أبو عبد الله هذا السند، والمعروف فيه أن سريا السقطي صحب معروفاً الكرخي، وصحب معروف داود الطائي، وكذلك داود الطائي بينه وبين الحسن حبيب العجمي، وأخوه فرج الزنجاني إنما المعروف أنذه صحب أبا العباس النهاوندي، وصحب النهاوندي أبا عبد الله بن خفيف، وصحب ابن خفيف أبا محمد وربما صحب روبم أبا القاسم الجنيد وأما محمد بن عبد الله عميه فهو الذي صحب الشيخ أحمد الدينوري الأسود، وليس بينهما أحدٌ والله أعلم والذي صحب أخا فرج الزنجاني هو عبد الله بن محمد بن عبد الله والدي أبي النجيب.
ثم سافرنا من أصفهان بقصد زيارة الشيخ مجد الدين بشيراز وبينهما مسيرة عشرة أيام فوصلنا إلى بلدة كليل، "وضبطها بفتح الكاف وكسر اللام وياء مد" وبينها وبين أصفهان مسيرة ثلاثة وهي بلدة صغيرة ذات أنهار وبساتين وفواكه رأيت التفاح يباع في سوقها خمسة عشر رطلاً عراقية بدرهم ودرهمهم ثلث النقرة، ونزلنا بزاوية عمرها كبير هذه البلدة المعروف بخواجه كافي وله مال عريض قد أعانه على إنفاقه في سبيل الخيرات من الصدقة وعمارة الزوايا وإطعام الطعام لأبناء السبيل، ثم سرنا من كليل يومين ووصلنا إلى قرية كبيرة تعرف بصوماء وبها زاوية فيها الطعام للوارد والصادر عمرها خواجه كافي المذكور، ثم سرنا منه إلى يزْدخاص "وضبط اسمها بفتح الياء آخر الحروف وإسكان الزاي وضم الدال المهمل وخاء معجم وألف وصاد مهمل" بلدة صغيرة متقنة العمارة حسنة السوق والمسجد الجامع بها عجيب مبني بالحجارة مسقف بها والبلد على صفة خندق فيه بساتينها ومياهها وبخارجها رباط ينزل به المسافرون عليه باب حديد وهو في النهاية من الحصنة والمنعة وبداخله حوانيت يباع فيها كل ما يحتاجه المسافرون وهذا الرباط عمره الأمير محمد شاه ينجو والد السلطان أبي إسحاق ملك شيراز وفي يزد خاص يصنع الجبن اليزدخاصي ولا نظير له في طيبه وزن الجبنة منه من أوقتين إلى أربع، ثم سرنا منها على طريق دشت الروم وهي صحراء يسكنها الأتراك. ثم سافرنا إلى مايين "واسمها بياءين مسفولتين أولهما مكسورة" وهي بلدة صغيرة كثيرة الأنهار والبساتين حسنة الأسواق، وأكثر أشجارها الجوز. ثم سافرنا منها إلى مدينة