للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرغبة في جهاد العدو. وكان أول قادم عليه علاء الملك خداونة زاده صاحب ترمذ وهو أمير كبير شريف حسيني النسب فأتاه في أربعة آلاف من المسلمين فسر به وولاه وزارته وفوض إليه أمره وكان من الأبطال وجاء الأمراء من كل ناحية واجتمعوا على خليل والتقى مع بُوزُن فمالت العساكر إلى خليل وأسلموا بُوزُن وأتوا به أسيراً فقتله خنقاً وبأوتار القسي وتلك عادة لهم أنهم لا يقتلون من كان من أبناء الملوك إلا خنقاً. واستقام الملك لخليل وعرض عساكره بسمرقند فكانوا ثمانين ألفاً عليهم وعلى خيلهم الدروع فصرف العسكر الذي جاء به من هراة وقصد بلاد المالق فقدم التتر على أنفسهم واحداً منهم ولاقوه على مسيرة ثلاث من المالق بمقربة من أطرار "طرار"، وحمى القتال وصبر الفريقان فحمل الأمير خداوند زاده وزيره في عشرين ألف من المسلمين حملة ولم يثبت لها التتر فانهزموا واشتد فيهم القتل وأقام خليل بالمالق ثلاثاً وخرج إلى استئصال من بقي من التتر فأذعنوا له بالطاعة وجاز إلى تخوم الخطا والصين، وفتح مدينة قراقرم ومدينة بش بالغ. وبعث إليه سلطان الخطا بالعساكر ثم وقع بينهما الصلح وعظم أمر خليل وهابته الملوك وأظهر العدل ورتب العساكر بالمالق وترك بها وزيره خداونده وانصرف إلى سمرقند وبخارى. ثم أن الترك أرادوا الفتنة فسعوا إلى خليل بوزيره المذكور وزعموا أنه يريد الثورة ويقول أنه أحق بالملك لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه وشجاعته فبعث والياً إلى المالق عوضاً عنه وأمره أن يقدم عليه في نفر يسير من أصحابه فلما قدم عليه قتله عند وصوله من غير تثبت. فكان الملك سبب خراب ملكه. وكان خليل لما عظم أمره بغى على صاحب هراة الذي أورثه الملك وجهزه بالعساكر والمال فكتب إليه أن يخطب في بلاده باسمه ويضرب الدنانير والدراهم على سكته، فغاظ ذلك الملك حسيناً، وأنف منه وأجابه بأقبح جواب فتجهز خليل لقتاله فلم توافقه عساكر الإسلام ورأوه باغياً عليه وبلغ خبره إلى الملك حسين فجهز العساكر مع ابن عمه ملك ورنا، والتقى الجمعان فانهزم خليل وأتى به إلى الملك حسين أسيراً فمنّ عليه بالبقاء وجعله في دار وأعطاه جارية وأجرى عليه النفقة. وعلى هذا الحال تركته عنده في أواخر سنة سبع وأربعين عند خروجي من الهند.

ولنعد إلى ما كنا بسبيله: ولما ودعت السلطان طرمشيرين سافرت إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>