يعرفه الناس بالبلخش. وخرب هذه البلاد تنكيز ملك التتر فلم تعمر بعده. وبهذه المدينة مزار الشيخ سعيد الملكي وهو معظم عندهم. ووصلنا إلى جبل بشاي "وضبطه بفتح الباء المعقودة والشين المعجم وألف باء ساكنة"، وبه زاوية الشيخ الصالح أطا أولياء وأطا "بفتح الهمزة" معناه بالتركية الأب وأولياء باللسان العربي فمعناه أبو الأولياء، ويسمى أيضا سيِصَد صَاله، وسيصد "بسين مهمل مكسور وياء مد وصاد مهمل ودال مهمل" معناه بالفارسية ثلاثمائة، وصاله "بفتح الصاد المهمل واللام" معناه عام. وهم يذكرون أن عمره ثلاثمائة وخمسون عام ولهم فيه اعتقاد حسن ويأتون لزيارته من البلاد والقرى ويقصده السلاطين والخواتين وأكرمنا وأضافنا ونزلنا على نهر عند زاويته ودخلنا إليه فسلمت عليه وعانقني وجسمه رطب لم أرى ألين منه ويظن رائيه أن عمره خمسون سنة. وذكر لي أنه في كل مائة سنة ينبت له الشعر والأسنان وأنه رأى أباهم الذي دفنهم بملتان من السند وسألته عن رواية حديث فأخبرني بحكايات، وشككت في حاله. والله أعلم بصدقه. ثم سافرنا إلى بَرْوَن "وضبطها بفتح الباء المعقودة وسكون الراء وفتح الواو وآخرها نون"، وفيها لقيت الأمير بُرُنْطية "وضبط اسمها بضم الباء وضم الراء وسكون النون وفتح الطاء المهمل وياء آخر الحروف مسكن وهاء"، وأحسن إلي وأكرمني وكتب إلى نوابه في مدينة غزنة في إكرامي وقد تقدم ذكره، وذكر ما أعطي من البسطة في الجسم وكان عنده جماعة من المشايخ والفقراء أهل الزاوية، ثم سافرنا إلى قرية الجرخ "وضبط اسمها بفتح الجيم المعقودة وإسكان الراء وخاء معجم" وهي كبيرة لها بساتين كثيرة وفواكه طيبة قدمنا في أيام الصيف ووجدنا فيها جماعة من الفقراء والطلبة وصلينا بها الجمعة وأضافنا أمير ها محمد الجرخي ولقيته بعد ذلك بالهند. ثم سافرنا إلى مدينة غزنة وهي بلد السلطان المجاهد محمود بن سبكتكين الشهير الاسم، وكان من كبار السلاطين يلقب بيمين الدولة وكان كثير الغزو إلى بلاد الهند وفتح بها المدائن والحصون وقبره بهذه المدينة عليه زاوية وقد خرب معظم هذه البلدة ولم يبق منها إلا يسير وكانت كبيرة. وهي شديدة البرد والساكنون بها يخرجون عنها أيام البرد إلى مدينة القندهار وهي كبيرة مخصبة ولم أدخلها. وبينهما مسيرة ثلاث. ونزلنا بخارج غزنة في قرية هنالك على نهر ماء تحت قلعتها وأكرمنا أمير ها مَرْذَكْ أغَا، ومرذك "بفتح الميم وسكون الراء وفتح الذال المعجم"، ومعناه الصغير، وأغا "بفتح الهمزة والغين