للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومسعود أباد هما للملك المعظم هُوشنج "بضم الهاء وفتح الشين المعجم وسكون النون وبعدها جيم" ابن الملك كمال كُرك، وكرك "بكافين معقودين أولاهما مضمومة" ومعناه الذئب وسيأتي ذكره. وكان سلطان الهند الذي قصدنا حضرته غائباً عنها بناحية مدينة قتوج وبينها وبين حضرة دهلي عشرة أيام وكانت بالحضرة والدته وتدعى المخدومة جهان وجهان اسم الدنيا. وكان بها أيضا وزيره خواجه جهان المسمى بأحمد بن أياس الرومي الأصل فبعث الوزير إلينا أصحابه ليتلقونا وعين للقاء كل واحد منا من كان من صنفه فكان من الذين عينهم للقائي الشيخ البسطامي والشريف المازنداراني وهو حاجب الغرباء والفقيه علاء الدين الملتاني المعروف بقَنّرة "بضم القاف وفتح النون وتشديدها" وكتب إلى السلطان بخبرنا. وبعث الكتاب مع الدواة وهي بريد الرجالة حسبما ذكرناه فوصل إلى السلطان وأتاه الجواب في تلك الأيام الثلاثة التي أقمناها بمسعود أباد وبعد تلك الأيام خرج إلى لقائنا القضاة والفقهاء والمشايخ وبعض الأمراء وهم يسمون الأمراء ملوكاً فحيث يقول أهل ديار مصر وغيرها الأمير يقولون هم الملك وخرج إلى لقائنا الشيخ ظهير الدين الزنجاني وهو كبير المنزلة عند السلطان، ثم رحلنا من مسعود أباد فنزلنا بمقربة من قرية تسمى بالَم "بفتح الباء المعقودة وفتح اللام" وهي للسيد الشريف ناصر الدين مطهر الأوهري أحد ندماء السلطان وممن له عنده الحظوة التامة. وفي غد ذلك اليوم وصلنا إلى حضرة دِهْلي قاعدة بلاد الهند "وضبط اسمها بكسر الدال المهمل وسكون الهاء وكسر اللام"، وهي المدينة العظيمة الشأن الضخمة الجامعة بين الحسن والحصانة، وعليها السور الذي لا يعلم له في بلاد الدنيا نظير وهي أعظم مدن الهند بل مدن الإسلام كلها بالمشرق.

ومدينة دهلي كبيرة المساحة كثيرة العمارة، وهي الآن أربع مدن متجاورات متصلات إحداهما المسماة بهذا الاسم دهلي وهي القديمة من بناء الكفار وكان افتتاحها سنة أربع وثمانين وخمسمائة والثانية تسمى سيري "بكسر السين المهمل والراء بينهما ياء مد" وتسمى أيضا دار الخلافة وهي التي أعطاها السلطان لغياث الدين حفيد الخليفة المستنصر العباسي لما قدم عليه، وبها كان سكنى السلطان علاء الدين وابنه قطب الدين وسنذكرهما، والثالثة تسمى أباد باسم بانيها السلطان تغلق والد سلطان الهند الذي قدمنا عليه. وكان سبب بنائه

<<  <  ج: ص:  >  >>