للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان ناصر الدين بنته قبل أن يلي الملك، ولما ولي الملك جعله نائباً عنه مدة عشرين سنة، ثم قتله بلبن واستولى على ملكه عشرين سنة أخرى كما تقدم ذكر ذلك وكان للسلطان بلبن ولدان أحدهما الخان الشهيد ولي عهده وكان والياً لأبيه ببلاد السند ساكناً بمدينة ملتان، وقتل في حرب له مع التتر وترك ولدين: كي قباد وكي خسرو، وولد السلطان بلبن الثاني يسمى ناصر الدين وكان والياً لأبيه ببلاد اللكنوتي وبنجالة فلما استشهد الخان الشهيد جعل السلطان بلبن العهد إلى ولده كي خسرو وعدل به عن ابن نفسه ناصر الدين وكان لناصر الدين أيضاً ولد ساكن بحضرة دهلي مع جده يسمى معز الدين وهو الذي تولى الملك بعد جده في خبر عجيب نذكره وأبوه إذ ذاك حي كما ذكرناه.

ولما توفي السلطان غياث الدين ليلاً، وابنه ناصر الدين غائب ببلاد اللكنوتي وجعل العهد لابن ابنه الشهيد كي خسرو حسبما قصصناه كان ملك الأمراء نائب السلطان غياث الدين عدواً لكي خسرو فأدار عليه حيلة تمت له وهي أنه كتب بيعة دلّس فيها على خطوط الأمراء الكبار بأنهم بايعوا السلطان معز الدين حفيد السلطان بلبن ودخل على كي خسرو كالمتنصح له فقال له أن الأمراء قد بايعوا ابن عمك وأخاف عليك منهم فقال كي خسرو فما الحيلة قال انج بنفسك هارباً إلى بلاد السند، فقال: وكيف الخروج والأبواب مسدودة، فقال له: أن المفاتيح بيدي وأنا أفتح لك فشكره على ذلك وقبل يده، فقال له: اركب الآن فركب في خاصته ومماليكه وفتح له الباب وأخرجه وسد في أثره واستأذن على معز الدين فبايع فقال كيف لي بذلك وولاية العهد لابن عمي فأعلمه بما أدار عليه من الحيلة وبإخراجه فشكره على ذلك ومضى به إلى دار الملك وبعث عن الأمراء والخواص فبايعوه ليلاً فلما أصبح بايعه سائر الناس واستقام له الملك وكان أبوه حيًّا ببلاد بنجالة واللكنوتي فاتصل به الخبر فقال أنا وارث الملك وكيف يلي ابني الملك ويستقل به وأنا بقيد الحياة فتجهز في جيوشه قاصداً حضرة دهلي وتجهّز ولده في جيوشه كذلك قاصداً لمدافعته عنها فتوافيا معا بمدينة كرا وهي على ساحل نهر الكنك الذي تحج الهنود إليه فنزل ناصر الدين على شاطئه مما يلي كرا ونزل ولده السلطان معز الدين مما يلي الجهة الأخرى والنهر بينهما وعزما على القتال ثم أن الله تعالى أراد حقن دماء المسلمين فألقى في قلب ناصر الدين الرحمة لابنه قال: إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>