للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المتجردين في شهر رمضان من كل سنة ومن علمائها القاضي جمال الدين بن السديد والخطيب بها فتح الدين بن دقيق العيد أحد الفصحاء البلغاء الذين حصل لهم السبق في ذلك لم أر من يماثله إلا خطيب المسجد الحرام بهاء الدين الطبري وخطيب مدينة خوارزم حسام الدين المشاطي وسيقع ذكرهما ومنهم الفقيه برهان الدين إبراهيم الأندلسي له زاوية عالية. ثم سافرت إلى مدينة الأقصر١ "وضبط اسمها بفتح الهمزة وضم الصاد المهمل". وهي صغيرة حسنة وبها قبر الصالح العابد أبي الحجاج الأقصري وعليه زاوية. وسافرت منها إلى مدينة آرمنت.

"وضبط اسمها بفتح الهمزة وسكون الراء وميم مفتوحة ونون ساكنة وتاء فوقية"، وهي صغيرة ذات بساتين مبنية على ساحل النيل أضافني قاضيها ونسيت اسمه. ثم سافرت منها إلى مدينة أسنا "وضبط اسمها بفتح الهمزة وإسكان السين المهمل ونون" مدينة عظيمة متسعة الشوارع ضخمة المنافع كثيرة الزوايا والمدارس والجوامع لها أسواق حسان وبساتين ذات أفنان قاضيها قاضي القضاة شهاب الدين بن مسكين أضافني وأكرمني، وكتب إلى نوابه بإكرامي وبها من الفضلاء الشيخ الصالح نور الدين علي والشيخ الصالح عبد الواحد المكناسي وهو على هذا العهد صاحب زاوية بقوص. ثم سافرت منها إلى مدينة أدفو٢ "وضبط اسمها بفتح الهمزة وإسكان الدال المهمل وضم الفاء"، وبينها وبين مدينة أسنا مسيرة يوم وليلة في صحراء لا عمارة بها، إلاّ أنها آمنة السبل. وفي بعض منازلها نزلنا حميثرا حيث قبر ولي الله أبي الحسن الشاذلي، وقد ذكرنا كرامته في إخباره أنه يموت بها وأرضها وكثيرة الضباع ولم نزل ليلة مبيتنا بها نحارب الضباع ولقد قصدت رحلي ضبع منها فمزقت عدلا كان به واجتزت منه جراب تمر وذهبت به فوجدناه لما أصبحنا ممزقا مأكولا معظم ما كان فيه. ثم لما سرنا خمسة عشر يوما وصلنا إلى مدينة عيذاب وهي مدينة كبيرة


١ تعرف الآن بالأُقْصُر الهمزة والصاد وسكون القاف.
٢ يضبط اسم مدينتي: اسنا وإدفو بكسر الهمزة الآن كما هو متداول بين الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>