للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به إليه فلما أتي به إليه أمر بإدخاله إلى قرابته من النساء فشتمنه وبصقن في وجهه وأمر بسلخه وهو بقيد الحياة فسلخ وطبخ لحمه مع الأرز وبعث لأولاده وأهله وجعل باقيه على صحفة وطرح للفيلة لتأكله فأبت أكله وأمر بجلده فحشي بالتبن وقرن بجلد بهادور بوره وطيف بهما على البلاد فلما وصلا إلى بلاد السند وأمير أمرائها يومئذ كشلوخان صاحب السلطان تغلق ومعينه على أخذ الملك وكان السلطان يعظمه ويخاطبه بالعم ويخرج لاستقباله إذا وفد من بلاده أمر كشلو خان بدفن الجلدين فبلغ ذلك السلطان فشق عليه فعله وأراد الفتك به.

ولما اتصل بالسلطان ما كان من فعله في دفن الجلدين بعث عنه وعلم كشلوخان أنه يريد عقابه فامتنع وخالف وأعطى الأموال وجمع العساكر وبعث إلى الترك والأفغان وأهل خراسان فأتاه منهم العدد الجم حتى كافأ عسكره عسكر السلطان أو أربى عليه كثرة. وخرج السلطان بنفسه لقتاله فكان اللقاء على مسيرة يومين من ملتان بصحراء أبو هر وأخذ السلطان بالحزم عند لقائه فجعل تحت الشطر عوضاً منه الشيخ عماد الدين شقيق الشيخ ركن الدين الملتاني وهو حدثني هذا وكان شبيهاً به. فلما حمي القتال انفرد السلطان في أربعة آلاف من عسكره، وقصد عسكر كشلوخان الشطر معتقدين أن السلطان تحته، فقتلوا عماد الدين، وشاع في العسكر أنّ السلطان قتل. فاشتغل عساكر كشلو خان بالنهب وتفرقوا عنه ولم يبق معه إلا القليل فقصده السلطان بمن معه فقتله وجز رأسه وعلم بذلك جيشه ففروا. ودخل السلطان مدينة ملتان وقبض على قاضيها كريم الدين وأمر بسلخه فسلخ. وأمر برأس كشلوخان فعلق على بابه وقد رأيته معلقاً لما وصلت إلى ملتان. وأعطى السلطان للشيخ ركن الدين أخي عماد الدين ولابنه صدر الدين مائة قرية إنعاماً عليهم ليأكلوا منها وينعموا بزاويتهم المنسوبة لجدهم بهاء الدين زكريا وأمر السلطان وزيره خواجه جهان أن يذهب إلى مدينة كمال بور وهي مدينة كبيرة على ساحل البحر وكان أهلها قد خالفوا فأخبرني بعض الفقهاء أنه حضر دخول الوزير إياها قال وأحضر بين يديه القاضي بهاء والخطيب فأمر بسلخ جلودهما. فقالا له اقتلنا بغير ذلك، فقال لهما بما استوجبتما القتل فقالا: بمخالفتنا أمر السلطان. فقال لهما فكيف أخالف أنا أمره وقد أمرني أن أقتلكما بهذه القتلة. وقال للمتولين لسلخهما احفروا لهما حفرا تحت وجهيهما يتنفسان فيها. فإنهم إذا سلخوا

<<  <  ج: ص:  >  >>