ومثل أمير عبد الله الهروي وقد تقدمت حكايته في السفر الأول وهو الذي أمره السلطان أن يرفع من الخزانة ما استطاع من المال فربط ثلاث عشرة خريطة بأعضاده ورفعها. ولما رأى السلطان ما حل بالعسكر عاد إلى دولة آباد وخالفت البلاد وانتقضت الأطراف وكاد الملك يخرج عن يده لولا ما سبق به القدر من استحكام سعادته.
ولما عدا السلطان إلى دولة آباد مرض في طريقه، فأرجف الناس بموته وشاع ذلك، فنشأت عنه فتن عريضة وكان الملك هنوشنج بن الملك كمال الدين كرك بدولة آباد وكان بينه وبين السلطان عهد أن لا يبايع غيره أبداً لا في حياته ولا بعد موته فلما أرجف بموت السلطان هرب إلى سلطان كافر يسمى بُربَرة يسكن بجبال مانعة بين دولة آباد وكوكن تانه، فعلم السلطان بفراره وخاف وقوع الفتنة فجد السير إلى دولة آباد واقتفى أثر هوشنج وحصره بالخيل وراسل للكافر أن يسلمه إليه فأبى وقال لا أسلم دخيلي ولو آل بين الأمر لما آل براي كنبيلة وخاف هوشنج على نفسه فراسل السلطان وعاهده على أن يرحل السلطان إلى دولة آباد ويبقى هنالك قطلوخان معلم السلطان ليستوثق منه هوشنج وينزل إليه على الأمان فرحل السلطان ونزل هوشنج إلى قطلوخان وعاهده أن لا يقتله السلطان ولا يحط منزلته وخرج بماله وعياله وأصحابه وقدم على السلطان فسر بقدومه وأرضاه وخلع عليه. وكان قطلوخان صاحب عهد يستنيم الناس إليه ويقولون في الوفاء عليه. ومنزلته عند السلطان عليّة، وتعظيمه له شديدٌ ومتى دخل عليه قام له إجلالاً. فكان بسبب ذلك لا يدخل عليه حتى يكون هو الذي يدعوه لئلا يتعبه بالقيام له وهو محب في الصدقات كثير الإيثار، مولع بالإحسان للفقراء والمساكين.
وكان الشريف إبراهيم المعروف بالخريطة دار وهو صاحب الكاغد والأقلام بدار السلطان والياً على بلاد حانسي وسرستي. لما تحرك السلطان إلى بلاد المعبر وأبوه هو القائم ببلاد المعبر الشريف أحسن شاه فلما أرجف بموت السلطان طمع إبراهيم في السلطنة، وكان شجاعاً كريماً حسن الصورة. وكنت متزوجاً بأخته حور نسب، وكانت صالحة تتهجد بالليل ولها أوراد من ذكر الله عز وجل، وولدت مني بنتاً، ولا أدري ما فعل الله فيهما. وكانت تقرأ لكنها لا تكتب. فلما همّ إبراهيم بالثورة اجتاز به أمير من أمراء السند معه الأموال