للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المال، وقالوا لزوجة أخيهم عين الملك: اخلصي بنفسك، وبنوك معنا. فقالت: أفلا أكون كنساء الكفار اللائي يحرقن أنفسهن مع أزواجهن فأنا أيضا أموت لموت زوجي وأعيش لعيشه فتركوها. وبلغ ذلك السلطان فكان سبب خيرها وأدركته لها رقة. وأدرك الفتى سهيل نصر الله من أولئك الإخوة فقتله وأتى السلطان برأسه وأتي بأم عين الملك وأخته وامرأته فسلمن إلى الوزير وجعلن في خباء بقرب خباء عين الملك فكان يدخل إليهن ويجلس معهن ويعود إلى محبسه. ولما كان بعد العصر من يوم الهزيمة أمر السلطان بسرح لفيف من الناس الذين مع عين الملك من الزمالة والسوقة والعبيد ومن لا يعبأ به. وأتي بملك إبراهيم البنجي الذي ذكرناه. فقال ملك العسكر الملك نوا: يا خوند عالم أقتل هذا فإنه من المخالفين. فقال الوزير: إنه قد فدى نفسه بالقائم. فعفى عنه السلطان وسرحه إلى بلاده.

ولما كان بعد المغرب جلس السلطان ببرج الخشب وأتي باثنين وستين رجلاً من كبار أصحاب القائم وأتي بالفيلة فطرحوا بين أيديها فجعلت تقطعهم بالحدائد الموضوعة على أنيابها وترمي ببعضهم إلى الهواء وتتلقفه والأبواق والأنفار والطبول تضرب عند ذلك وعين الملك واقف يعاين مقتلهم ويطرح منهم عليه، ثم أعيد إلى محبسه.

وأقام السلطان على جواز النهر أيام لكثرة الناس وقلة القوارب وأجاز أمتعته وخزائنه على الفيلة وفرق الفيلة على خواصه ليجيزوا أمتعتهم. وبعث إلي بفيل منها أجزت عليه رحلي وقصد السلطان ونحن معه إلى مدينة بهرايج وهي مدينة حسنة في عدوة نهر السرو وهو واد كبير شديد الانحدار وأجازه السلطان برسم زيارة قبر الشيخ الصالح البطل سالار عود الذي فتح أكثر تلك البلاد وله أخبار عجيبة وغزوات شهيرة وتكاثر الناس للجواز وتزاحموا حتى غرق مركب كبير كان فيه نحو ثلاثمائة نفس لم ينج منهم إلا عربي من أصحاب الأمير غدا وكنا ركبنا نحن مركباً صغيراً فسلمنا الله تعالى. وكان العربي الذي سلم من الغرق يسمى بسالم وذلك اتفاق عجيب.

وكان أراد أن يصعد معنا في مركبنا، فوجدنا قد ركبنا النهر، فركب في المركب الذي غرق. فلما خرج ظن الناس أنه كان معنا. فقامت ضجة في

<<  <  ج: ص:  >  >>