للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تزوجها الأمير غدا. وملك الحكماء إذ ذاك في صحبة مقبل لأن بلاده تحت نظره فلما وصلوا إلى بلاد الجزرات أمر مقبل ملك الحكماء أن يأتي بالقاضي جلال وأصحابه فلما وصل ملك الحكماء إلى بلاده حذرهم في خفية لأنهم كانوا من أهل بلاده. وقال أن مقبلاً طلبكم ليقبض عليكم فلا تدخلوا عليه إلا بالسلاح فركبوا في نحو ثلاثمائة مدرع وأتوه، وقالوا: لا ندخل إلا جملة فظهر له أنه لا يمكن القبض عليهم وهم مجتمعون وخاف منهم فأمرهم بالرجوع وأظهر تأمينهم فخالفوا عليه ودخلوا مدينة كنباية ونهبوا خزانة السلطان بها وأموال الناس ونهبوا مال ابن الكومي التاجر وهو الذي عمر المدرسة الحسنة بإسنكدرية وسنذكره إثر هذا. وجاء ملك مقبل لقتالهم فهزموه هزيمة شنيعة وجاء الملك عزيز الخمار والملك جهان بنبل لقتالهم في سبعة آلاف من الفرسان فهزموهم أيضاً وتسامع بهم أهل الفساد والجرائم فانثالوا عليهم وادعى القاضي جلال السلطنة وبايعه أصحابه وبعث السلطان إليه العساكر فهزمها وكان بدولة أباد جماعة من الأفغان فخالفوا أيضاً.

وكان ابن الملك مل ساكنا بدولة آباد في جماعة من الأفغان فكتب السلطان إلى نائبه بها وهو نظام الدين أخو معلمه قطلوخان أن يقبض عليهم وبعث إليه بأحمال كثيرة من القيود والسلاسل وبعث بخلع الشتاء. وعادة ملك الهند أن يبعث لكل أمير على مدينة لوجوه عسكره خلعتين في السنة خلعة الشتاء وخلعة الصي. وإذا جاءت الخلع يخرج الأمير والعساكر للقائها فإذا وصلوا إلى الآتي بها نزلوا عن دوابهم وأخذ كل واحد خلعته وحملها على كتفه وخدم لجهة السلطان وكتب السلطان لنظام الدين إذا خرج الأفغان ونزلوا عن دوابهم لأخذ الخلع فاقبض عليهم عند ذلك. وأتى أحد الفرسان الذي أوصلوا الخلع إلى الأفغان فأخبرهم بما يراد بهم فكان نظام الدين ممن احتال فانعكست عليه فركب وركب الأفغان معه حتى إذا لقوا الخلع ونزل نظام الدين عن فرسه حملوا عليه وعلى أصحابه فقبضوا عليه وقتلوا كثيراً من أصحابه ودخلوا المدينة فأخذوا الخزائن وقدموا على أنفسهم ناصر الدين بن ملك مل وانثال عليهم المفسدون فقويت شوكتهم.

ولما بلغ السلطان ما فعله الأفغان بكنباية ودولة آباد خرج بنفسه وعزم على أن يبدأ بكنباية ثم يعود إلى دولة آباد وبعث أعظم ملك البايزيدي صهره في أربعة

<<  <  ج: ص:  >  >>