للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسافة سبعة أميال من الحضرة فأمرنا الوزير بالخروج إليه فخرجنا ومع كل إنسان هديته من الخيل والجمال والفواكه الخراسانية والسيوف المصرية والمماليك والغنم المجلوبة من بلاد الأتراك فوصلنا إلى باب القصر وقد اجتمع جميع القادمين فكانوا جميعاً يدخلون إلى السلطان على قدر مراتبهم ويخلع عليهم ثياب الكتان المزركشة بالذهب ولما وصلت إلى النوبة التي دخلت فوجدت السلطان قاعدا على كرسي فظننته أحد الحجاب حتى رأيت معه ملك الندماء ناصر الدين الكافي الهروي وكنت عرفته أيام غيبة السلطان فخدم الحاجب فخدمت واستقبلني أمير حاجب وهو ابن عم السلطان المسمى بفيروز وخدمت ثانية لخدمته ثم قال لي ملك الندماء: بسم الله مولانا بدر الدين وكانوا يدعونني بأرض الهند بدر الدين وكل من كان من أهل الطلب إنما يقال له مولانا فقربت من السلطان حتى أخذ بيدي وصافحني وأمسك يدي وجعل يخاطبني بأحسن خطاب ويقول لي بالفارسي حلت البركة قدومك مبارك اجمع خاطرك اعمل معك من المراحم وأعطيك الأنعام ما يسمع به أهل بلادك فيأتون إليك ثم سألني عن بلادي فقلت له بلاد المغرب فقال لي بلاد عبد المؤمن. فقلت له: نعم وكان كلما قال لي كلاماً جيداً قبلت يده، حتى قبلتها سبع مرات وخلع على وانصرفت. واجتمع الواردون فمد لهم سماط ووقف على رؤوسهم قاضي القضاة صدر الجهان ناصر الدين الخوارزمي وكان من كبار الفقهاء وقاضي قضاة المماليك صدر الجهان كمال الدين الغزنوي وعماد الملك عرض المماليك والملك جلال الدين الكيجي وجماعة من الحجاب والأمراء وحضر لذلك خداوند زاده غياث الدين ابن عم خداوند زاده قوام الدين قاضي ترمذ الذي قدم معنا وكان السلطان يعظمه ويخاطبه بالأخ وتردد إليه مراراً من بلاده والواردون الذين خلع عليهم في ذلك هم خداوند زاده قوام الدين وإخوته ضياء الدين وعماد الدين وبرهان الدين وابن اخته أمير بخت بن السيد تاج الدين وكان جده وجيه الدين وزير خراسان وكان خاله علاء الدين أمير هند ووزيرا ايضا والأمير هبة الله بن الفلكي التبريزي وكان أبوه نائب الوزير بالعراق وهو بنى المدرسة الفلكية بتبريز وملك كراي من أولاد بهرام جور "جوبين" صاحب كسرى وهو من أهل جبل بذخشان الذي منه يجلب الياقوت البلخش واللازورد والأمير مبارك شاه السمرقندي، وأرون بغا البخاري وملك زادة الترمذي وشهاب الدين الكازروني التاجر الذي قدم

<<  <  ج: ص:  >  >>