آلاف دينار في السنة، فعينها لي الوزير وأهل الديوان وخرجت إليها فمنها قرية تسمى بَدَلي "بفتح الباء الموحدة وفتح الدال المهملة وكسر اللام" وقرية بَسَهَى "بفتح الباء الموحدة والسين المهمل وكسر الهاء" ونصف قرية تسمى بَلَرة "بفتح الباء الموحدة واللام والراء" وهذه القرى على مسافة ستة عشر كروهاً، وهو الميل، بصدي يعرف بصدى هندبت، والصدى عندهم مجموع مائة قرية من قرى بلاد الهند، وأحواز المدينة مقسومة أصداء، وكل صدى له جوطري، وهو شيخ من كفار تلك البلاد ومتصرف، وهو الذي يضم مجابيها وكان قد وصل في ذلك الوقت سبي من الكفار فبعث الوزير إلي عشر جوار منه فأعطيت الذي جاء بهنّ واحدة منهن فما رضي بذلك وأخذ أصحابي ثلاثاً صغاراً منهن وباقيهن لا أعرف ما اتفق لهن. والسبي هنالك رخيص الثمن لأنهن قذرات لا يعرفن مصالح الحضر، والمعلمات رخيصات الأثمان، فلا يفتقر أحدٌ إلى شراء السبي. والكفار ببلاد الهند في بر متصل وبلاد متصلة مع المسلمين والمسلمون غالبون عليهم وإنما يمتنع الكفار بالجبال والأوعار ولهم غيضات من القصب، وقصبهم غير مجوف ويعظم ويلتف بعضه على بعض، ولا تؤثر فيه النار وله قوة عظيمة فيسكنون تلك الغياض وهي لهم مثل السور وبداخلها تكون مواشيهم وزروعهم ولهم فيها المياه مما يجتمع من ماء المطر فلا يقدر عليهم إلا بالعساكر القوية من الرجال الذين يدخلون تلك الغياض ويقطعون تلك القصب بآلات معدة لذلك.
وأطلّ عيد الفطر، والسلطان لم يعد بعد إلى الحضرة فلما كان يوم العيد ركب الخطيب على الفيل وقد مهد له على ظهره شبه السرير وركزت أربعة أعلام في أركانه الأربعة ولبس الخطيب ثياب السواد وركب المؤذنون على الفيلة يكبرون أمامه وركب فقهاء المدينة وقضاتها وكل واحد منهم يستصحب صدقة يتصدق بها حين الخروج إلى المصلى ونصب على المصلّى صيوان قطن وفرش ببسط واجتمع الناس ذاكرين الله تعالى ثم صلى بهم الخطيب وخطب وانصرف الناس إلى منازلهم انصرفنا إلى دار السلطان وجعل الطعام فحضره الملوك والأمراء والأعزة وهم الغرباء وأكلوا وانصرفوا.
ولما كان في رابع شوال نزل السلطان بقصر يسمى تِلْبَت "بكسر التاء المعلوة الأولى وسكون اللام وفتح الباء الموحدة ثم تاء كالأولى"، وهي على