للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنت الإمام الماجد الأوحد الذي ... سجاياه حتماً أن يقولَ ويفعلا

ولي حاجة من فيض جودك أرتجي ... قضاها وقصدي عند مجدك سهلا

أأذكرها أم قد كفاني حياؤكم ... فإن حَيَاكم ذِكرهُ كان أجملا

فعجّلْ لمن وافى محلك زائراً ... قضَا دينه أن الغريمَ تعجّلا

فقدمتها بين يديه وهو قاعد على كرسي فجعلها على ركبته وأمسك طرفها بيده وطرفها الثاني بيدي. وكنت إذا أكملت بيتاً ومنها أقول لقاضي القضاة كمال الدين الغزنوي بين معناه لخوند عالم، فيبينه ويعجب السلطان وهم يحبون الشعر العربي فلما بلغت إلى قولي: فعجل لمن وافى، البيت، قال: مرحمة ومعناه: ترحمت عليك فأخذ الحجاب حينئذ بيدي ليذهبوا بي إلى موقفهم، وأخدم على العادة فقال السلطان اتركوه حتى يكملها فأكملتها وخدمت وهنأني الناس بذلك وأقمت مدة وكتبت رفعا وهم يسمونه عرض داشت فدفعته إلى قطب الملك صاحب السند فدفعه للسلطان فقال له امض إلى خواجه جهان فقل له يعطي دينه فمضى إليه واعلمه فقال نعم وابطأ ذلك أياما وأمره السلطان في خلاها بالسفر إلى دولة آباد وفي اثناء ذلك خرج السلطان إلى الصيد وسافر الوزير فلم آخذ شيئا منها إلا بعد مدة والسبب الذي توقف به عطاؤها أذكره مستوفى وهو أنه لما عزم الذين كان لهم علي الدين إلى السفر قلت لهم إذا أنا أتيت دار السلطان فدرهوني١ على العادة في تلك البلاد لعلمي أن السلطان متى يعلم بذلك خلصهم، وعادتهم أنه متى كان لأحد دين على رجل من ذوي العناية وأعوزه خلاصة وقف له بباب دار السلطان فإذا أراد الدخول قال له دروهي السلطان وحتى رأس السلطان ما تدخل حتى تخلصني فلا يمكنه أن يبرح من مكانه حتى يخلصه او يرغب إليه في تأخيره فاتفق يوماً أن خرج السلطان إلى زيارة قبر أبيه ونزل بقصر هنالك فقلت لهم هذا وقتكم فلما أردت الدخول وقفوا لي بباب القصر فقالوا لي دروهي السلطان ما تدخل حتى تخلصنا وكتب كتاب الباب بذلك إلى السلطان فخرج حاجب قصة شمس الدين وكان من كبار الفقهاء فسألهم لاي شيء درهتموه؟ فقالوا: لنا عليه الدين فرجع إلى السلطان فاعلمه بذلك، فقال له: أسألهم كم مبلغ الدين؟ فسألهم فقالوا له خمسة


١ أي: فتعلقوا بي على باب دار السلطان مطالبين بديونكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>