وخمسون ألف دينار فعاد إليه فأعلمه فأمره أن يعود إليهم ويقول لهم أن خوند عالم يقول لكم المال عندي وأنا أنصفكم منه فلا تطلبوه به وأمر عماد الدين السمناني وخداوند زاده غياث الدين أن يقعدوا بهزار أسطون ويأتي أهل الدين بعقودهم وينظروا إليها ويتحققوها ففعلا ذلك وأتى الغرماء بعقودهم فدخلا إلى السلطان وأعلما بثبوت العقود فضحك وقال ممازحاً أنا أعلم أنه قاض جهز شغله فيها ثم أمر خذواند زاده أن يعطيني ذلك من الخزانة فطمع في الرشوة على ذلك وامتنع أن يكتب خط خرد فبعثت إليه مائتي تنكة فردها ولم يأخذها وقال لي عنه بعض خدامه أنه طلب خمسمائة تنكة فامتنعت من ذلك وأعلمت عميد الملك بن عماد الدين السمناني بذلك فأعلم به أباه وعمله الوزير وكانت بينه وبين خذاوند زاده عداوة فأعلم السلطان بذلك وذكر له كثيراً من أفعال خذاوند زاده فغير خاطر السلطان عليه فأمر بحبسه في المدينة وقال لأي شيء أعطاه فلان ما أعطاه ووقفوا ذلك حتى يعلم هل يعطي خذاوند زاده شيئاً إذا منعته أو يمنعه إذا أعطيته فبهذا السبب توقف عطاء ديني.
ولما خرج السلطان إلى الصيد خرجت معه من غير تربص وكنت قد أعددت ما يحتاج إليه وعملت ترتيب أهل الهند فاشتريت سراجة وهي أفراج وضربها هناك مباح ولا بد منها لكبار الناس وتمتاز سراجة السلطان بكونها حمراء وسواها بيضاء منقوشة بالأزرق واشتريت الصيوان وهو الذي يظلل به داخل السراجة ويرفع على عمودين كبيرين ويحمل ذلك الرجال على أاعناقهم ويقال لهم اليكوانية١ والعادة هنالك أن يكتري المسافر اليكوانية وقد ذكرناهم ويكتري من يسوق له العشب لعلق الدواب لأنهم لا يطعمونها التبن ويكتري الكهارين وهم الذين يحملون أواني المطبخ ويكتري من يحمله في الدولة وقد ذكرناها ويحملها فارغة ويكتري الفراشين وهم الذين يضربون السراجة ويفرشونها ويرفعون الأحمال على الجمال ويكترى الدوادوية وهو الذين يمشون بين يديه ويحملون المشاعل بالليل فاكتريت أنا جميع من احتجت له منهم وأظهرت القوة والهمة وخرجت يوم خروج السلطان وغيري أقام بعده اليومين والثلاثة فلما كان بعد العصر من يوم خروجه
١ في بعض طبعات الكتاب: الكيوانية، والله أعلم بالصواب.