للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرسلان عن أمرك يا سيدي آتيه به. فأذن له. فذهب من حينه وأتاه به ووضعه بين أيديهما فأخبر أهل الزاوية أنهم رأوا عشية يوم عرفة بازا أشهب قد انقض على النخلة فقطع ذلك العذق وذهب به في الهواء. وبغربي دمشق جبانة تعرف بقبور الشهداء فيها قبر أبي الدرداء وزوجه أم الدرداء وقبر فضالة بن عبيد وقبر واثلة بن الأسقع وقبر سهل بن حنظلة من الذين بايعوا تحت الشجرة رضي الله عنهم أجمعين. وبقرية تعرف بالمنيحة شرقي دمشق وعلى أربعة أميال منها قبر سعد بن عبادة رضي الله عنه وعليه مسجد صغير حسن البناء وعلى رأسه حجر مكتوب هذا قبر سعد بن عبادة رأس الخزرج صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً. وبقرية قبلي البلد وعلى فرسخ منها مشهد أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة عليهم السلام ويقال أن اسمها زينب وكناها النبي صلى الله عليه وسلم أم كلثوم لشبهها بخالتها أم كلثوم بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه مسجد كبير وحوله مساكن وله أوقاف ويسميه أهل دمشق قبر الست أم كلثوم وقبر آخر يقال أنه قبر سكينة بنت الحسين بن علي عليه السلام. وبجامع النيرب من قرى دمشق في بيت بشرقية قبر يقال أنه قبر أم مريم عليها السلام، وبقرية تعرف بداريا غرب البلد وعلى أربعة أميال منها قبر أبي مسلم الخولاني وقبر أبي سليمان الداراني رضي الله عنهما، ومن مشاهد دمشق الشهيرة البركة مسجد الأقدام وهو في قبلي دمشق على ميلين منها على قارعة الطريق الأعظم الآخذ إلى الحجاز الشريف وبيت المقدس وديار مصر وهو مسجد عظيم كثير البركة وله أوقاف كثيرة ويعظمه أهل دمشق تعظيما شديدا والأقدام التي ينسب إليها هي أقدام مصورة في حجر هناك يقال إنها أثر قدم موسى عليه السلام وفي هذا المسجد بيت صغير فيه حجر مكتوب عليه كان بعض الصالحين يرى المصطفى صلى الله عليه وسلم في النوم فيقول له ها هنا قبر أخي موسى عليه السلام وبمقربة من هذا المسجد موضع يعرف بالكثيب الأخضر وبمقربة من بيت المقدس وأريحا موضع يعرف بالكثيب الأحمر تعظمه اليهود.

وحين نزل الطاعون الأعظم بدمشق في أواخر ربيع الثاني سنة تسع وأربعين شاهدت من تعظيم أهل دمشق لهذا المسجد ما يعجب منه وهو أن ملك الأمراء نائب السلطان أرغون شاه أمر مناديا ينادي بدمشق أن يصوم الناس ثلاثة أيام ويطبخون بالسوق فصام الناس ثلاثة أيام متوالية كان آخرها يوم الخميس ثم اجتمع الأمراء والشرفاء والقضاة والفقهاء وسائر الطبقات على اختلافها في

<<  <  ج: ص:  >  >>