للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجامع حتى غص بهم وباتوا ليلة الجمعة ما بين مصل وذاكر وداع ثم صلوا الصبح وخرجوا جميعا على أقدامهم وبأيديهم المصاحف والأمراء حفاة وخرج جميع أهل البلد ذكورا وإناثا صغارا وكبارا وخرج اليهود بتوراتهم والنصارى بإنجيلهم ومعهم النساء والولدان وجميعهم باكون متضرعون إلى الله بكتبه وأنبيائه وقصدوا مسجد الإقدام وأقاموا به في تضرعهم إلى قرب الزوال وعادوا إلى البلد وصلوا الجمعة وخفف الله تعالى عنهم بعد ما انتهى عدد الموتى إلى ألفين في اليوم الواحد وقد انتهى عددهم بالقاهرة ومصر إلى أربعة وعشرين ألفا في يوم واحد. وبالباب الشرقي من دمشق منارة بيضاء يقال إنها التي ينزل عيسى عليه السلام عندها حسبما ورد في صحيح مسلم.

أرباض دمشق:

وتدور بدمشق من جهاتها ما عدا الشرقية أرباض فسيحة الساحات دواخلها أملح من داخل دمشق لأجل الضيق الذي في سككها وبالجهة الشمالية منها ربض الصالحية وهي مدينة عظيمة لها سوق لا نظير لحسنه وفيها مسجد جامع ومارستان وبها مدرسة تعرف بمدرسة ابن عمر موقوفة على من أراد أن يتعلم القرآن الكريم من الشيوخ والكهول وتجري لهم ولمن يعلمهم كفايتهم من المآكل والملابس. وبداخل البلد أيضا مدرسة مثل هذه تعرف بمدرسة ابن منجا وأهل الصالحية كلهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.

جبل قاسيون ومشاهده المباركة:

وقاسيون: جبل في شمال دمشق والصالحية في سفحه وهو شهير البركة لأنه مصعد الأنبياء عليهم السلام ومن مشاهده الكريمة الغار الذي ولد فيه إبراهيم عليه السلام وهو غار مستطيل ضيق عليه مسجد كبير وله صومعة عالية ومن ذلك الغار رأى الكواكب والقمر والشمس حسبما ورد في الكتاب العزيز وفي ظهر الغار مقامه الذي كان يخرج إليه وقد رأيت ببلاد العراق قرية تعرف بِبُرْص "بضم الباء الموحدة وآخرها صاد مهمل"، ما بين الحلة وبغداد يقال: أن إبراهيم عليه السلام كان بها وهي بمقربة من بلد ذي الكفل عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>