السلام وبها قبره ومن مشاهده بالغرب منه مغارة الدم وفوقها بالجبل دم هابيل بن آدم عليه السلام وقد أبقى الله منه في الحجارة أثراً محمراً وهو الموضع الذي قتله أخوه به وأجتره إلى المغارة ويذكر أن تلك المغارة صلى فيها إبراهيم وموسى وعيسى وأيوب ولوط صلى الله عليهم أجمعين وعليها مسجد متقن البناء يصعد إليه على درج وفيه بيوت ومرافق للسكنى ويفتح في كل يوم اثنين وخميس والشمع والسرج توقد بالمغارة ومنها كهف بأعلى الجبل ينسب لآدم عليه السلام وعليه بناء وأسفل منه مغارة تعرف بمغارة الجوع يذكر أنه أوى إليها سبعون من الأنبياء عليهم السلام وكان عندهم رغيف فلم يزل يدور عليهم وكل منهم يؤثر صاحبه به حتى ماتوا جميعا صلى الله عليهم وعلى هذه المغارة مسجد مبني والسرج توجد فيه ليلاً ونهاراً ولكل مسجد من هذه المساجد أوقاف كثيرة معينة ويذكر أن فيما بين باب الفراديس وجامع قاسيون مدفن سبعمائة نبي وبعضهم يقول سبعين ألفا وخارج المدينة المقبرة العتيقة وهي مدفن الأنبياء والصالحين وفي طرفها مما يلي البساتين أرض منخفضة غلب عليها الماء يقال أنها مدفن سبعين نبيا وقد عادت قرارا للماء ونزهت من أن يدفن فيها أحد١.
وفي آخر جبل قاسيون الربوة المباركة في كتاب الله ذات القرار المعين ومأوى المسيح عيسى وأمه عليهما السلام وهي من أجمل مناظر الدنيا ومنتزهاتها وبها القصور المشيدة والمباني الشريفة والبساتين البديعة والمأوى المبارك مغارة صغيرة في وسطها كالبيت الصغير وإزاءها بيت يقال أنه مصلى الخضر عليه السلام يبادر الناس إلى الصلاة فيها وللمأوى باب حديد صغير والمسجد يدور به وله شوارع دائرة وساقيه حسنة ينزل لها الماء من علو
١ لا أدري كيف انساق ابن بطوطة وراء الخرفات والأكاذيب التي تتناقلها العوام عن دمشق، وذكر ما يزعمون من ولادة إبراهيم الخليل عليه السلام فيها ومولده بالعراق لا في دمشق وذكر كذلك ما يزعمون من كهف آدم، ومغارة الدم وصلاة عدد من الأنبياء فيها: ومدفن الآلاف الكثيرة من الأنبياء في جامع قاسيون، أن مكة أحب بلاد الله إلى الله ورسوله ليس لها من المناقب وليس بها من المشاهد ما زعموه في دمشق، وكان عليه ألاّ يكون حاطب ليلٍ يجمع ويسجل كل ما يصل إلى سمعه، كان عليه أن يمحص وينقد، ويستخدم فكره قبل إيراد ما أورده.