المؤمنين رضي الله عنهما إلى داره ولا شك أنه هو الخوخة التي ورد ذكرها في الحديث وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإبقائها وسد ما سواها وبازاء دار أبي بكر رضي الله عنه دار عمر ودار ابنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وبشرقي المسجد الكريم دار إمام المدينة أبي عبد الله مالك بن أنس رضي الله عنه وبمقربة من باب السلام سقاية ينزل إليها على درج ماؤها معين وتعرف بالعين الزرقاء.
وقت ابتداء بناء المسجد الكريم:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً المدينة الشريفة دار الهجرة يوم الاثنين ليلة الثالث عشر من شهر ربيع الأول فنزل على بني عمرو بن عوف وأقام عندهم ثنتين وعشرين ليلة وقيل أربع عشرة ليلة وقيل أربع ليال ثم توجه إلى المدينة فنزل على بني النجار بدار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وأقام عنده سبعة أشهر حتى بنى مساكنه ومسجده وكان موضع المسجد مربداً لسهل وسهيل ابني رافع بن أبي عمر بن عاند بن ثعلبة بن غانم بن مالك بن النجار وهما يتيمان في حجر أسعد بن زرارة رضي الله عنهم أجمعين وقيل كانا في حجر أبي أيوب رضي الله عنه فابتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك المربد وقيل بل أرضاهما أبو أيوب عنه وقيل أنهما وهباه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وعمل فيه مع أصحابه وجعل عليه حائطا ولم يجعل له سقفا ولا أساطين، وجعله مربعا طوله مائة ذراع وعرضه مثل ذلك وقيل أن عرضه كان دون ذلك وجعل ارتفاع حائطه قدر القامة فلما اشتد الحر تكلم أصحابه في تسقيفه فأقام له أساطين من جذوع النخل وجعل سقفه من جريدها فلما أمطرت السماء وكف المسجد، وكلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمله بالطين فقال: كلا عريش كعريش موسى أو ظلة كظلة موسى والأمر أقرب من ذلك. قيل: وما ظلة موسى؟ قال صلى الله عليه وسلم: كان إذا قام أصاب السقف رأسه.
وجعل للمسجد ثلاثة أبواب. ثم سد باب الجنوب منها حين حولت القبلة، وبقي المسجد على حاله حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما وحياة أبي بكر رضي الله عنه، فلما كانت أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه زاد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ينبغي أن نزيد في المسجد ما زدت فيه. فأنزل أساطين الخشب، وجعل مكانها أساطين