اللبن وجعل الأساس حجارة إلى القامة وجعل الأبواب ستة منها في كل جهة ما عدا القبلة بابان وقال في باب منها ينبغي أن يترك هذا للنساء فما رؤي فيه حتى لقي الله عز وجل وقال لو زدنا في هذا المسجد حتى يبلغ الجبانة لم يزل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد عمر أن يدخل في المسجد موضعا للعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهما فمنعه منه وكان فيه ميزاب يصب في المسجد فنزعه عمر وقال إنه يؤذي الناس فنازعه العباس وحكما بينهما أبي بن كعب رضي الله عنهما فأتيا داره فلم يأذن لهما إلا بعد ساعة ثم دخلا إليه فقال كانت جاريتي تغسل رأسي فذهب عمر ليتكلم فقال له أبي دع أبا الفضل يتكلم لمكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال العباس خطة خطها لي رسول الله صلى الله عليه وسم وبنيتها معه وما وضعت الميزاب إلا ورجلاي على عاتقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء عمر فطرحه وأراد إدخالها في المسجد فقال أبي أن عندي من هذا علماً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أراد داود عليه السلام أن يبني بيت الله المقدس كان فيه بيت ليتيمين فراودهما على البيع فأبيا ثم راودهما فباعاه ثم قاما بالغين فردا البيع واشتراه منهما ثم رداه كذلك فاستعظم داود الثمن فأوحى الله إليه أن كنت تعطي من شيء هو لك فأنت أعلم وإن كنت تعطيهما من رزقنا فاعطهما حتى يرضيا وإن أغنى البيوت عن مظلمة بيت هو لي وقد حرمت عليك بناءه.
قال: يارب فأعطه سليمان فأعطاه سليمان عليه السلام فقال عمر: من لي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله؟ فخرج أبي إلى قوم من الأنصار فأثبتوا له ذلك فقال عمر رضي الله عنه أما إني لو لم أجد غيرك أخذت قولك ولكني أحببت أن أثبت ثم قال للعباس رضي الله عنه والله لا ترد الميزاب إلا وقدماك على عاتقي ففعل العباس ذلك ثم قال أما إذا أثبتت لي فهي صدقة لله فهدمها عمر وأدخلها في المسجد. ثم زاد فيه عثمان رضي الله عنه وبناه بقوة وباشره بنفسه فكان يظل فيه نهاره، وبيضه وأتقن محله بالحجارة المنقوشة ووسعه من جهاته إلا جهة الشرق منها وجعل له سواري حجارة مثبتة بأعمدة الحديد والرصاص وسقفه بالساج وصنع له محراباً.
وقيل: أن مروان هو أول من بنى المحراب. وقيل: عمر بن عبد العزيز في خلافة الوليد، ثم زاد فيه الوليد بن عبد الملك تولى ذلك عمر بن عبد العزيز،