وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كان يخطب إلى جذع نخلة بالمسجد فلما صنع له المنبر وتحول إليه حن الجذع حنين الناقة إلى حوارها وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما نزل إليه فالتزمه فسكن وقال لو لم ألتزمه لحن إلى يوم القيامة واختلفت الروايات فيمن صنع المنبر الكريم، فروي أن تميما الداري رضي الله عنه هو الذي صنعه، وقيل: أن غلاما للعباس رضي الله عنه صنعه، وقيل: غلاما لامرأة من الأنصار، وورد ذلك في الحديث الصحيح وصنع من طُرْفاءِ الغابة وقيل الأثل وكان له ثلاث درجات فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد على علياهن ويضع رجليه الكريمتين في وسطاهن فلما ولي أبو بكر الصديق رضي الله عنه قعد على وسطاهن وجعل رجليه على أولاهن فلما ولي عمر رضي الله عنه جلس على أولاهن وجعل رجليه على الأرض وفعل ذلك عثمان رضي الله عنه صدراً من خلافته ثم ترقى إلى الثالثة ولما أصدر الأمر إلى معاوية رضي الله عنه أراد نقل المنبر إلى الشام فضج المسلمون وعصفت ريح شديدة وخسفت الشمس وبدت النجوم نهاراً، وأظلمت الأرض، فكان الرجل يصادم الرجل ولا يتبيّن مسلكه، فلما رأى ذلك معاوية تركه وزاد فيه ست درجات من أسفله فبلغ تسع درجات.
خطيب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإمامه:
وكان الإمام بالمسجد الشريف في عهد دخولي إلى المدينة بهاء الدين بن سلامة من كبار أهل مصر وينوب عنه العالم الصالح الزاهد بغية المشايخ عز الدين الواسطي نفع الله به وكان يخطب قبله ويقضي بالمدينة الشريفة سراج الدين عمر المصري.
ويذكر أن سراج الدين هذا أقام في خطة القضاء بالمدينة والخطابة بها نحو