ألقى على فم هذا الرجل فابرزوا إلى القصوى فخرجوا من البلد وقد تركوا المتاع والاموال والرجال ولم يكن لهم غنيمة إلا أنفسهم قال فلما سمع سعد ذلك من الرجل سجد لله شكرا وأمر المسلمين أن يدخلوا المدينة بالعدد خوفا من الكمين ففعلوا وركب سعد وتقدم المجاهدون ودخلوا وداروا بالبلد فلم يجدوا في نهمشير أحدا من الفرس ووجدوا الاموال على حالها فاحتووا عليها وأقام سعد بها ثلاثة ايام وخرج إلى الشط وأراد أن يعبر بالناس إلى المدينة القصوى وهي اسبانير فلم يجدوا شيئا من السفن فأقام أياما من شهر صفر والناس يحرضونه على العبور إلى ذلك الجانب وهو يأبى اشفاقا على المسلمين فبينما هو كذلك إذ جاءه أعلاج فوقفوا بين يديه ودلوه على مخاضة تخاض فأبى.