الله عنه ونظر اليها فرآها تحدق بالنظر إلى الحسين بن علي رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله وإني أرى هذه الجارية تحدق بنظرها إلى الحسين بن علي وما خفى على أنها أرادته من دون الناس أجمعين لانه ليس فينا أصبح وجها منه ثم قال: يا أبا عبد الله خذها هدية مني اليك فشكره علي ومن حضر من المسلمين.
قال الواقدي: قال يونس بن عبد الأعلى حين قرأت عليه في المسجد الاقصى في شهر ربيع الاول سنة مائتين وتسعين من الهجرة حدثنا عدنان أن ماجد الغنوي قال لما انهزمت الفرس من المدائن واستولى عليها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان من أمره ما ذكرنا استقر قراره بالقصر الأبيض جلس حيث كانت الاكاسرة تجلس فلبس عند ذلك ثياب النسك والخشوع تسريل سربال الخضوع وعلم أن الدنيا أضغاث أحلام وإن الآخرة هي دار المقام وكلما نظر إلى آثار الأكاسرة وملكهم ازداد يقينا ودينا على دينه وقال: وأنشد عاصم بن عمر في ذلك بعد فتح المدائن يقول:
شهدنا بعون الله أفضل مشهد. ... بأكرم من يقوى على كل موكب.
ركبنا على الجرد الجياد سوابحا. ... بكل قناة بل بكل مقضب.
وكنا بعون الله لا نرعوى إذا. ... تبادر طعن كالغمام المشطب.
وكان جهاد قد ملكنا بأمره. ... من الملك مستعلى البناء المذهب.
ترانا وانا في الحروب اسودها. ... لنا العزم لا يخفى لكل مجرب.
نجول ونحمي والرماح شوارع. ... ونطعن يوم الحرب كل مخبب.
قدمنا على كسرى بشدة حربنا. ... وما حربنا في النائبات بمختبي.