كذا ابن عمي أحمد العدناني. ... معي حسام ثم رمح ثاني.
أطعن كل كافر جبان. ... وكل قلب ناقص الإيمان.
قال الراوي: ثم غاص في وسط القوم فقلب الميمنة على الميسرة والميسرة على الميمنة وغاص في القلب فولت الروم من بين يديه منهزمين وهو يضرب السيف فيهم طولا وعرضا ثم حمل من بعده القعقاع بن عمرو التميمي وهو ينشد ويقول:
أنا الهمام الفارس القعقاع. ... ليث همام ضيغم مطاع.
يا ويل أهل الشرك والنزاع. ... مني إذا في الحرب طال الباع.
قال ثم حمل من بعده شرحبيل بن حسنة وهو يقول:
ألا يا عصبة الإسلام صولوا. ... على الأعداء بالسيف الصقيل.
اذيقوهم حياض الموت جهرا. ... بلذع السمهري الرمح الطويل.
وموتوا في الوغى قوما كراما. ... شدادا في المعامع والنزول.
قال الراوي: ثم تتابعت الفرسان يتلو بعضها بعضا هذا وزياد غائص في القوم كما ذكرنا وقصد البطريق الأعظم صاحب ببا الكبرى وضربه على عتاتقه الايمن بالسيف فاطلع السيف يلمع من عاتقه الايسر وقد أجابته المسلمون بتكبيرة واحدة وكبرت الجبال وارتجت الأرض لوقع حوافر الخيل وحمل كل أمير على بطريق فقتله فلم تكن إلا ساعة حتى ولوا الأدبار وركنوا إلى الفرار لا يلوي بعضهم على بعض وتبعهم المسمون يقتلون ويأسرون حتى بلغت الهزيمة جرزة وميدوم فبينما ضرار وأصحابه مقبلون وإذا بالروم منهزمة كما ذكرنا وخيل المسلمين في أثرهم يقتلون ويأسرون ولم يعلموا ما جرى لضرار ورفقته فلما رأوه سلموا عليه وهنئوه وأصحابه بالسلامة فقص عليهم ما جرى لهم واجتمعوا بالمسيب وأصحابه وأروهم مكان المعركة ومكان القتلى ففرحوا بذلك فرحا شديدا.
قال الراوي: وإن عمرا وخالدا لما خرج الفضل وأصحابه قلق عليهم فقال خالد لعمرو: يا أبا عبد الله لقد غرر الفضل وأصحابه بمن معه من المسلمين وإني أخضى أن تكون للروم طليعة فيغيروا على أصحابنا قال عمرو كذلك هجس بخاطري يا أبا سليمان فما ترى من الرأي قال خالد: الرأي عندي أن أرسل طليعة أخرى خلفهم قال: نعم الرأي ثم استدعى بالزبير بن العوام وأبي ذو الغفاري رضي الله عنهم وأعلمهما بذلك واراد خالد أن يركب معهما فمنعه الزبير وحلف لا يسير إلا هو وانتخب معه