للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى من قاله مبلغاً مؤدياً، وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف"١.

وهذا ما يجب اعتقاده في القرآن ولا يجوز العدول عنه بحال.

قال الصابوني: "ويشهد أصحاب الحديث ويعتقدون أن القرآن كلام الله، وكتابه ووحيه وتنزيله غير مخلوق، ومن قال بخلقه فهو كافر عندهم، والقرآن الذي هو كلام الله ووحيه هو الذي ينزل به جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم: {قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيراً وَنَذِيراً} ٢. وكما قال ـ عز من قائل ـ {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} ٣.

وهو الذي بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته ... إلى أن قال: سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق فمن قال: إن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم لا تقبل شهادته ولا يعاد إن مرض ولا يصلى عليه إن مات ولا يدفن في مقابر المسلمين ويستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه٤.

هذا الذي ذكره الصابوني ـ رحمه الله تعالى ـ معتقد أهل السنة والجماعة في كتاب الله ـ تعالى ـ وهو ما كان عليه السلف الصالح حيث كانوا على عقيدة واحدة في كتابه ـ تعالى ـ وهو القول بأنه كلام الله حقيقة منزل غير مخلوق.

قال العلامة ابن القيم: "وقد تنازع الصحابة رضي الله عنهم في كثير من مسائل الأحكام ـ وهم سادات المؤمنين، وأكمل الأمة إيماناً ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة كلمة واحدة"٥.


١- مجموع الفتاوى ٣/١٤٤.
٢- سورة فصلت، آية: ٣ ـ ٤.
٣- سورة الشعراء، آية: ١٩٢ ـ ١٩٥.
٤- عقيدة السلف وأصحاب الحديث ضمن مجموعة الرسائل المنيرية ١/١٠٧ ـ ١٠٨.
٥- إعلام الموقعين ١/٤٩.

<<  <   >  >>